كيف ردت العائلة المالكة على مبادرة هاري؟
الأمن أولاً والمصالحة لاحقاً.. كيف ردت العائلة المالكة على مبادرة هاري؟
كتب بواسطة: محمد اسعد |

في تطور جديد يعكس عمق التوترات داخل العائلة المالكة البريطانية، أعرب الأمير هاري، دوق ساسكس، عن رغبته في التصالح مع عائلته، وذلك عقب خسارته معركة قانونية تتعلق بالحماية الأمنية أثناء زياراته للمملكة المتحدة.

وفي الثاني من مايو 2025، رفضت محكمة الاستئناف البريطانية الطعن الذي قدمه الأمير هاري ضد قرار الحكومة البريطانية بخفض مستوى الحماية الأمنية المخصصة له بعد تخليه عن مهامه الملكية وانتقاله للعيش في الولايات المتحدة، هذا القرار يعني أن هاري لن يتمتع بالحماية الأمنية الممولة من الدولة أثناء زياراته للمملكة المتحدة، وهو ما وصفه بـ"المؤامرة من المؤسسة الملكية"، مشيرًا إلى أن أفرادًا من العائلة المالكة مارسوا تأثيرًا على اللجنة المكلفة بتقييم التهديدات الأمنية وتحديد مستوى الحماية.

وأعرب الأمير هاري عن إحباطه الشديد من القرار، مشيرًا إلى أنه يجعل من "المستحيل" إعادة زوجته ميغان ماركل وأطفالهما، آرتشي وليليبت، إلى المملكة المتحدة بأمان، وأكد أن هذا الوضع يحرمه من تعريف أطفاله بموطنه الأصلي، مما يضيف عبئًا نفسيًا عليه وعلى عائلته.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعرب الأمير هاري عن أمنيته الصادقة في تحقيق مصالحة مع العائلة المالكة، مؤكدًا أن الحياة قصيرة ولا تستحق استمرار الخلافات، وأشار إلى أن والده، الملك تشارلز الثالث، الذي يعاني من مرض السرطان، "يرفض التحدث معه بشأن الأمور الأمنية"، مما يزيد من تعقيد الوضع العائلي.

وأكد قصر باكنغهام أن المحاكم البريطانية نظرت في القضية مرارًا وتوصلت إلى نفس الاستنتاجات في كل مرة، مشيرًا إلى أن القرار قانوني وعادل، وأضاف أن الملك تشارلز لا يمكنه التدخل في مثل هذه القضايا، حيث أن ذلك سيكون "غير مناسب دستوريًا".

ورغم الدعوات للمصالحة، تشير التقارير إلى أن العلاقات بين الأمير هاري وبقية أفراد العائلة المالكة لا تزال متوترة، وقد أضافت مذكراته "سبير" ومقابلاته الإعلامية الأخيرة مزيدًا من التعقيد إلى هذه العلاقات، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبلها.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت العائلة المالكة ستتمكن من تجاوز هذه الخلافات وتحقيق المصالحة، أم أن الهوة بين الأمير هاري وبقية أفراد العائلة ستستمر في الاتساع.

وفي خطوة تعكس رغبته الجادة في إعادة التواصل، أفادت مصادر مقربة من الأمير هاري أنه يعمل على ترتيب زيارة خاصة للمملكة المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، بهدف لقاء والده الملك تشارلز وولي العهد الأمير ويليام بشكل شخصي، وتشير التقارير إلى أن هاري مستعد لتقديم اعتذار غير مباشر عن بعض تصريحاته السابقة، خاصة تلك التي وردت في مذكراته "سبير" وفي عدد من المقابلات الإعلامية المثيرة للجدل.

ويرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة قد تفتح نافذة جديدة للحوار بين أفراد العائلة المالكة، على الرغم من أن الجروح العائلية لم تندمل بعد، في المقابل، تؤكد مصادر داخل القصر أن أي مصالحة لن تتم إلا ضمن شروط واضحة، وأن إعادة بناء الثقة تتطلب وقتًا وجهدًا من جميع الأطراف.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار