في واحدة من أبرز مفاجآت التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، المجموعة الثانية تشهد اشتعال المنافسة وضمان حضور عربي في النهائيات، عمان، العراق، الأردن، فلسطين، الكويت، كوريا الجنوبية، هذه هي المنتخبات الستة التي تشكّل المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، لكن المثير في هذه المجموعة أنها تضم خمسة منتخبات عربية من أصل ستة، ما يجعل ضمان تواجد منتخب عربي في المونديال القادم أمرًا واقعًا ورسميًا، وفقًا لنظام التصفيات المعتمد من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

ومنذ انطلاقة التصفيات، سلّطت الأضواء على المجموعة الثانية لما تحمله من خصوصية فريدة في تاريخ التصفيات الآسيوية؛ إذ تضم العدد الأكبر من المنتخبات العربية في مجموعة واحدة، ومع دخول التصفيات مراحلها الحاسمة، بات واضحًا أن منتخبا عربيًا على الأقل سيكون حاضرًا في النسخة الموسعة من كأس العالم المقبلة، والتي سترفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة.

وحسب نظام الاتحاد الآسيوي، فإن المنتخبات التي تتصدر المجموعات الثماني، بالإضافة إلى أصحاب المركز الثاني، سيتأهلون مباشرة إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات، ومن ثم، سيُقسّمون على مجموعتين يتأهل عنها مباشرة أول فريقين من كل مجموعة إلى كأس العالم، بينما يلعب صاحبا المركزين الثالث والرابع تصفيات إضافية تقود إلى مقعدين آخرين، ليرتفع عدد المتأهلين من آسيا إلى 8 منتخبات، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ القارة.

ويعطي هذا النظام أفضلية واسعة للمنتخبات صاحبة الأداء الثابت، ويعزز فرص المنتخبات العربية بالتأهل أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يبدو جليًا في المجموعة الثانية التي تشهد تنافسًا محمومًا بين العرب، فيما يواصل منتخب كوريا الجنوبية تفوقه المعتاد على رأس الترتيب، وحتى الجولة الأخيرة، جاء ترتيب المجموعة الثانية على النحو التالي: كوريا الجنوبية: 15 نقطة، الأردن: 12 نقطة، العراق: 12 نقطة، عمان: 7 نقاط، الكويت: 5 نقاط، فلسطين: 3 نقاط.

وبالنظر إلى الترتيب الحالي، فإن ثلاثة منتخبات عربية تتقاسم الصدارة مع كوريا الجنوبية في سباق قوي على بطاقتي التأهل المباشر، الأردن والعراق برصيد 12 نقطة لكل منهما، يملكان الفرصة الأكبر إلى جانب كوريا الجنوبية لضمان التأهل المبكر، لكن الحسبة الأهم التي تضمن تواجد منتخب عربي في كأس العالم هي ببساطة عدد المنتخبات العربية في المجموعة، حيث إن خمسة منتخبات عربية تتنافس على مركزين مؤهلين مباشرة، ومقعد في الملحق القاري، وهو ما يجعل السيناريو الوحيد غير العربي -تأهل كوريا الجنوبية فقط- غير كافٍ لحرمان العرب من مقعد مونديالي، حتى لو تأهلت كوريا رفقة منتخب عربي واحد فقط.

وبالأرقام والمعطيات، تبدو حظوظ الأردن والعراق هي الأوفر لبلوغ المونديال، خاصة مع تقاربهما النقطي وتسجيلهما نتائج قوية أمام منافسيهما العرب، كما يبرز منتخب عمان الذي لم يفقد الأمل بعد، رغم اتساع الفارق، ويظل يمتلك الفرصة في الوصول إلى مرحلة الملحق أو حتى المنافسة على المركز الثاني في حال تعثر المنافسين، أما منتخبا الكويت وفلسطين، فعلى الرغم من تأخرهما في جدول الترتيب، إلا أن إمكانية إحداث مفاجآت ما زالت قائمة، خصوصًا أن التصفيات لم تنته بعد، وكل نقطة قد تعني تحولًا في خارطة التأهل.

ومنتخب كوريا الجنوبية، الذي اعتاد على التواجد الدائم في كأس العالم منذ عام 1986، يتصدر المجموعة بالعلامة الكاملة، ويبدو في طريق مفتوح إلى النهائيات، ومع ذلك، فإنه ليس بعيدًا عن حسابات الفرق العربية التي نجحت بعض منها في تقديم مستويات تنافسية أمام العملاق الآسيوي، ومنذ بدء مشاركة المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم، لم يكن الطريق إلى المونديال ممهّدًا بسهولة، وباستثناء السعودية التي سجلت حضورًا متكررًا، فإن مشاركات باقي المنتخبات العربية من آسيا كانت محدودة، لكن رفع عدد المقاعد المخصصة للقارة، واتساع النظام الجديد، جعلا من الحلم أكثر واقعية، وهو ما يفتح الباب أمام دول مثل الأردن أو العراق أو عمان لتكرار تجربة التأهل أو تحقيقها للمرة الأولى.

ومع بقاء جولات قليلة على نهاية التصفيات في هذه المرحلة، يتحول الصراع إلى سباق نقاط، وقد تكون الأهداف والفارق التهديفي حاسمًا في حسم المراكز المتقدمة، المشهد المقبل لا يخلو من المفاجآت، لكن المؤكد أن العلم العربي سيرفرف على أرض أمريكا الشمالية في صيف 2026، وقد يحمل معه قصة نجاح جديدة في سجل الكرة العربية.