أعلنت دوريات الأمن في العاصمة المقدسة أنها تمكنت من القبض على أحد المقيمين من الجنسية اليمنية، بعد تورطه في تنفيذ عمليات نصب واحتيال عبر الترويج لحملات حج وهمية ومضللة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمًا توفير خدمات السكن والنقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، في مخالفة صريحة للأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج داخل المملكة.
وفي التفاصيل التي كشفتها الجهات الأمنية، فقد رصدت دوريات الأمن تحركات المشتبه به بعد ورود بلاغات تفيد بوجود إعلانات متداولة على بعض المنصات الرقمية، تقدم عروضًا مغرية لحملات حج بأسعار منخفضة، دون ترخيص رسمي، وتشمل باقات إقامة ونقل في المشاعر، الأمر الذي أثار الشكوك حول مدى قانونية تلك العروض.
وبعد جمع المعلومات وتكثيف التحريات، تمكنت الجهات المعنية من تحديد هوية المشتبه به وموقعه، حيث تم القبض عليه متلبسًا أثناء محاولته استلام دفعات مالية من ضحاياه، وأوضحت مصادر أمنية أن المقيم كان يستخدم حسابات وهمية وأرقام اتصال غير مسجلة باسمه الحقيقي لتضليل الضحايا، واستغلال الرغبة المتزايدة لدى بعض الأفراد لأداء فريضة الحج بطرق غير نظامية.
وقد تم إيقاف المتهم فور ضبطه، واتخذت بحقه الإجراءات النظامية المعمول بها، قبل أن تتم إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات تمهيدًا لمحاكمته وفقًا للأنظمة الجزائية ذات العلاقة، خاصة ما يتعلق بجرائم الاحتيال والنصب الإلكتروني، وانتهاك أنظمة الحج، ومخالفة أنظمة الإقامة والعمل.
من جانبه، وجه الأمن العام تحذيرًا صريحًا للمواطنين والمقيمين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة التي تروج لحملات حج غير نظامية، مؤكدًا أن أداء فريضة الحج يجب أن يتم من خلال القنوات الرسمية المعتمدة لدى وزارة الحج والعمرة، وبموجب تصاريح نظامية تضمن سلامة الحاج وأمنه، وتكفل له الحصول على الخدمات المتكاملة المعتمدة.
ودعا الأمن العام جميع الأفراد إلى التحقق من أي عرض يتعلق بالحج أو العمرة من خلال المواقع والمنصات الرسمية، محذرًا من أن الانخداع بمثل هذه الحملات غير المرخصة قد يؤدي إلى ضياع الأموال، وارتكاب مخالفات يعاقب عليها القانون، بما في ذلك الترحيل والمنع من دخول المملكة مستقبلاً.
وتأتي هذه الحملة الأمنية ضمن جهود المملكة الحثيثة لضبط المخالفين خلال موسم الحج، وضمان التزام الجميع بالأنظمة والتعليمات التي تنظم عملية الحج، بما يحافظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ويعزز من الصورة التنظيمية النموذجية التي تسعى المملكة إلى تقديمها للعالم.
وفي سياق متصل، تواصل الجهات الأمنية والرقابية، بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، تنفيذ حملات توعوية وتحذيرية عبر مختلف وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، لتثقيف الجمهور بأهمية الالتزام بالأنظمة، والتحذير من التعامل مع أي جهات غير مرخصة، سواء داخل المملكة أو خارجها.
وأكدت الجهات ذات العلاقة أن المملكة تتبع سياسة "لا تساهل" مع كل من يثبت تورطه في استغلال الشعائر الدينية في تحقيق مكاسب غير مشروعة أو في مخالفة الأنظمة المعتمدة، وأن العقوبات تطبق على كل من يخالف الأنظمة سواء من المواطنين أو المقيمين.
واختتم الأمن العام بيانه بالتأكيد على استمرار الجهود الرقابية والأمنية في جميع مناطق المملكة، وخاصة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لضبط أي حالات مشابهة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حجاج بيت الله الحرام من أي محاولات خداع أو استغلال.