مطار صنعاء
مطار صنعاء يتعرض لأضرار جسيمة والإعلام الحوثي يوضح التفاصيل
كتب بواسطة: سوسن شرف |

في تطور خطير يعكس تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة الإقليمية، كشفت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي عن حجم الدمار الكبير الذي لحق بمطار صنعاء الدولي جراء الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي صباح الثلاثاء، ووفق ما نقلته قناة "المسيرة"، فقد قدرت الخسائر الأولية بنحو 500 مليون دولار، في حين لا تزال فرق التقييم تعمل على حصر الأضرار الكاملة، بحسب ما صرح به مدير المطار خالد الشايف.

كما أشار الشايف إلى أن القصف أدى إلى تدمير شامل للصالات الرئيسة في المطار، بما تحويه من أجهزة ومعدات تشغيلية، إلى جانب تسوية مبنى التموين الأرضي بالكامل وأضاف أن العملية الجوية كانت مركزة وعنيفة، واستهدفت البنية التحتية المدنية بشكل مباشر، في خطوة وصفها بأنها "استهداف ممنهج للمنشآت الحيوية المدنية"، وذكر أن هذه الضربات تمثل تصعيدًا خطيرًا من قبل إسرائيل، ويكشف عن امتداد الصراع إلى ساحات جديدة في المنطقة.

شهدت العاصمة صنعاء حالة من الذهول بعد تنفيذ الغارات، خاصة وأنها جاءت بعد ساعات فقط من قصف إسرائيلي سابق استهدف محافظة الحديدة غربي اليمن، ضمن حملة عسكرية أعقبت تهديدات حوثية متكررة ضد مصالح إسرائيلية، الغارات دمرت جميع الطائرات المدنية الموجودة على أرض المطار، بالإضافة إلى صالة المسافرين ومرافق خدمية أخرى في استهداف هو الأعنف من نوعه منذ بدء التوتر بين الطرفين في الأشهر الأخيرة.

من جهته علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الغارات بقوله إن من يهاجم إسرائيل عليه أن يتحمل العواقب بنفسه، وأكد أن الرد الإسرائيلي لن يكون رمزيًا أو مؤقتًا بل سيتضمن سلسلة من الضربات وفق ما تمليه المصلحة الأمنية الإسرائيلية، ولفت إلى أن الرد تم التخطيط له بناء على حسابات دقيقة تخص التوقيت والأهداف، في إشارة إلى استمرار العمليات ما لم تتوقف التهديدات.

ألقى نتنياهو باللوم المباشر على إيران، واصفًا إياها بالراعي الأساسي لجماعة الحوثي، وقال إن الدعم الإيراني طويل الأمد هو ما مكّن الحوثيين من تنفيذ هجماتهم ضد إسرائيل، وإن طهران تتحمل مسؤولية مباشرة في هذا التصعيد العسكري، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد يُدار من خارج حدودها، وسيتم التعامل معه بالحسم اللازم.

فيما يتواصل التصعيد العسكري بين الجانبين يشير مراقبون إلى أن هذه الغارات تمثل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع لردع الأنشطة العسكرية الحوثية في المنطقة، والتي تجد دعمًا إيرانيًا مستمرًا، وتأتي هذه الضربات في وقت حساس، حيث يواجه اليمن تحديات إنسانية واقتصادية خطيرة ويعاني من آثار الحرب المستمرة منذ سنوات، في المقابل يرى البعض أن هذا التصعيد قد يفاقم من الأزمة الإنسانية في اليمن ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية، في وقتٍ حرجٍ يتطلب التوصل إلى حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.