التوتر بين الهند وباكستان
تصاعد التوتر بين الهند وباكستان يُشعل قلقًا واسعًا: دعوات عربية ودولية للتهدئة
كتب بواسطة: تميم بدر |

في تطور خطير ينذر بتصعيد عسكري غير مسبوق بين الجارتين النوويتين، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الأربعاء، القائمة بالأعمال الهندية، جيتيكا سريفاستافا، لتقديم احتجاج رسمي على ما وصفته بـ"الهجمات الهندية غير المبررة" التي استهدفت مواقع في أنحاء متفرقة من باكستان وآزاد جامو وكشمير، وأفاد بيان صادر عن الخارجية الباكستانية بأن هذه الضربات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، معتبرةً أن هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة باكستان وتتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف الراسخة التي تحكم العلاقات بين الدول. 

وفي المقابل، لم تصدر الحكومة الهندية حتى اللحظة تعليقاً رسمياً على هذه الاتهامات، إلا أن مصادر إعلامية هندية نقلت عن مسؤولين دفاعيين تأكيدهم أن العمليات العسكرية جاءت رداً على هجوم إرهابي وقع في منطقة باهالجام بكشمير الهندية، أسفر عن مقتل 26 شخصاً، متهمين جماعات مسلحة تتخذ من باكستان مقراً لها بالوقوف وراء الهجوم، وهذا التصعيد العسكري بين البلدين أعاد إلى الأذهان المواجهات الدامية التي شهدتها المنطقة في العقود الماضية، حيث خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب منذ استقلالهما في عام 1947، كانت كشمير محوراً رئيسياً في معظمها.

وأثار التصعيد الأخير قلقاً دولياً واسعاً، حيث دعت عدة دول ومنظمات دولية إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار، وفي هذا السياق، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو العميق إزاء تصاعد المواجهة العسكرية بين نيودلهي وإسلام آباد، ودعت الأطراف المعنية إلى ضبط النفس، مشددة على ضرورة حل الخلافات بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وفقاً لأحكام اتفاقية سيملا لعام 1972 وإعلان لاهور لعام 1999.

ومن جهتها، حثت الصين كلا من الهند وباكستان على إعطاء أولوية للسلام والاستقرار، والحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس، وتجنب الأفعال التي من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع، وفي أوروبا، أكدت الحكومة البريطانية استعدادها للتدخل لخفض التصعيد بين الهند وباكستان، حيث صرّح وزير التجارة البريطاني بأن بلاده مستعدة وقادرة على القيام بأي شيء يتعلق بالحوار وخفض التصعيد، أما في العالم العربي، فقد دعت وزارة الخارجية المصرية كلا من الهند وباكستان إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، وإعلاء لغة الحوار من خلال القنوات الدبلوماسية، مشددة على أهمية البحث عن حلول سلمية.

وفي الخليج، دعا وزير الخارجية الإماراتي الهند وباكستان إلى ضبط النفس والتهدئة، وتفادي المزيد من التصعيد الذي قد يهدد السلم الإقليمي والدولي، ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين البلدين، خاصةً في ظل امتلاكهما أسلحة نووية، مما يجعل أي نزاع بينهما ذا تبعات كارثية على المنطقة والعالم، وفي هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من بلوغ التوترات بين نيودلهي وإسلام أباد "أعلى مستوياتها منذ سنوات"، مشدداً على أن "الحل العسكري ليس حلاً"، داعياً الطرفين إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى المجتمع الدولي مترقباً لما ستؤول إليه الأمور بين الهند وباكستان، مع آمال بأن تسود لغة العقل والحوار، وأن يتم تجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة بأسرها.