أعلنت باكستان عن تعليق مؤقت لحركة الطيران في ثلاثة من أهم مطاراتها، وهي كراتشي ولاهور وسيالكوت، في خطوة أثارت تساؤلات حول تأثيرات هذا القرار على حركة السفر، القرار جاء عقب ضربات جوية هندية استهدفت عدة مواقع في الأراضي الباكستانية، حيث تعتبر هذه الضربات من الأعنف منذ سنوات طويلة بين الجارتين النوويتين.
أوضح الجيش الهندي في تصريحاته أن القصف الهندي استهدف مواقع استراتيجية في الأراضي الباكستانية على طول خط السيطرة في مناطق مثل كوبوارا وبارامولا وأوري وأخنور، وهي مناطق حساسة تشهد صراعاً مستمراً بين القوات الهندية والباكستانية.
من جانبها ردت باكستان بشن قصف مدفعي واستخدام الأسلحة الخفيفة على بعض المواقع الهندية في ذات المناطق، وهو ما فاقم التوترات بشكل كبير، وتسبب هذا التصعيد في خسائر بشرية جسيمة، حيث أسفر القصف المتبادل عن مقتل 31 شخصاً في الجانب الباكستاني و12 قتيلاً في الجانب الهندي، ما يجعل هذه المواجهة واحدة من أخطر التصعيدات العسكرية بين البلدين منذ عقدين من الزمن.
في هذا السياق يلفت الخبراء العسكريون إلى أن هذه الحوادث قد تكون بداية لتصعيد أكبر قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل غير مسبوق، ولم يقتصر التصعيد على القصف العنيف فقط، بل تعداه إلى تقييد الحركة الجوية في باكستان، حيث توقفت الرحلات في مطارات كبرى مثل كراتشي، التي تعد البوابة الاقتصادية لباكستان، ولاهور، عاصمة إقليم البنجاب، وسيالكوت التي تعتبر من أهم مراكز الصناعات.
قد خلق ذلك فوضى في خطط السفر وأدى إلى تأجيل العديد من الرحلات الداخلية والدولية، ما يثير قلق المسافرين من تأثيرات هذا التعليق على التنقلات التجارية والسياحية، وتعليق الرحلات الجوية يعد خطوة غير مسبوقة في ظل التوترات المتزايدة بين باكستان والهند. ويعكس القرار الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها باكستان لمواجهة التصعيد العسكري، والذي يهدد بنقل التوترات إلى المستويات الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى تتزايد المخاوف الدولية من أن يؤدي هذا التصعيد إلى نشوب حرب مفتوحة بين البلدين، خاصة مع امتلاكهما أسلحة نووية، ما قد تكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والعالمي، وتحاول الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل من خلال الدعوة إلى ضبط النفس ووقف التصعيد العسكري، لكن حتى الآن لم تثمر الجهود في وقف العمليات العسكرية.
قد أكد محللون في الشؤون الدولية أن الوضع في كشمير والمناطق الحدودية بين الهند وباكستان يشهد تدهورًا سريعًا، مع زيادة العمليات العسكرية المتبادلة بين الجانبين، ما يهدد بتوسيع دائرة الصراع إلى مناطق أخرى في جنوب آسيا.
فيما تتصاعد التوترات بين الهند وباكستان، تتجه الأنظار إلى الجهود الدولية الرامية لتهدئة الوضع المتفاقم بين الجارتين النوويتين، الأمم المتحدة دعت إلى العودة إلى الحوار والتمسك بالحلول الدبلوماسية لحل النزاع المستمر بين البلدين حول إقليم كشمير المتنازع عليه.
قد أكد العديد من المراقبين أن هذه الاشتباكات الأخيرة تشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة المجتمع الدولي على التدخل الفعّال لتجنب المزيد من التصعيد، في الوقت نفسه تواصل باكستان التأكيد على استعدادها للتصدي لأي تهديدات عسكرية، ما يزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تسوية سلمية.