الحرب بين الهند وباكستان
هل يشعل الردع النووي حربًا جديدة بين باكستان والهند؟
كتب بواسطة: بدور حمادي |

واجه باكستان وجارتها الهند واحدة من أكثر الأزمات حساسية في جنوب آسيا، حيث تصاعدت التوترات بين البلدين مؤخرًا مع تبادل التهديدات بالرد العسكري، يأتي ذلك في ظل توتر تاريخي طويل الأمد بين الدولتين النوويتين، اللتين تتنازعان حول منطقة كشمير المتنازع عليها، وتملكان ترسانات نووية تُعد من بين الأقوى في العالم.

باكستان، التي تعتبر من الدول النووية النامية، تمتلك قوة عسكرية تُعتبر من بين الأقوى في المنطقة، يبلغ حجم جيشها حوالي 650 ألف جندي نشط، مع دعم احتياطي يصل إلى 500 ألف جندي، كما تمتلك قوات جوية متطورة تضم نحو 900 طائرة مقاتلة، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي متقدمة مثل نظام "سبادا" الإيطالي و"HQ-9" الصيني، الذي يعزز قدرتها على التصدي لأي هجوم جوي محتمل.

أما من الناحية البحرية، فتملك باكستان أسطولًا بحريًا يضم غواصات هجومية وغواصات نووية صغيرة، بالإضافة إلى فرقاطات وسفن دورية مزودة بصواريخ بحرية طويلة المدى، كما تعتمد البحرية الباكستانية على نظام الدفاع الساحلي المتطور، مما يوفر لها قدرة على حماية سواحلها الاستراتيجية.

على الجانب الآخر، تتفوق الهند بشكل واضح من حيث العدد والتكنولوجيا، جيشها يعد ثاني أكبر جيش في العالم، حيث يضم أكثر من 1،4 مليون جندي نشط، مع احتياطي يصل إلى 1،2 مليون جندي، كما تمتلك الهند سلاح جو حديث يشمل أكثر من 2,100 طائرة، بما في ذلك طائرات "رافال" الفرنسية و"سوخوي" الروسية، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي متقدمة مثل "S-400" الروسية.

وتمتلك الهند أيضًا قوة بحرية ضخمة تضم حاملات طائرات وغواصات نووية كبيرة، مثل حاملة الطائرات "INS Vikramaditya" وغواصات "Arihant" النووية، مما يمنحها تفوقًا بحريًا واضحًا في المحيط الهندي.

وعلى مستوى الأسلحة النووية، تشير التقديرات إلى أن باكستان تمتلك ما بين 165 إلى 170 رأسًا نوويًا، بينما تمتلك الهند نحو 160 إلى 170 رأسًا نوويًا، الفرق الرئيسي يكمن في أن باكستان تعتمد على استراتيجية الردع النووي الفوري في حال تعرضها لأي هجوم كبير، بينما تميل الهند إلى تبني سياسة "الرد النووي الثاني"، ما يعني أنها ستستخدم الأسلحة النووية فقط في حالة تعرضها لضربة نووية أولى.

فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية، تمتلك باكستان مجموعة متنوعة من الصواريخ مثل "شاهين" و"غوري" و"نصر" قصيرة المدى، التي يمكنها حمل رؤوس نووية وضرب أهداف بعيدة داخل الأراضي الهندية، في المقابل، تملك الهند منظومات صواريخ مثل "أغني" و"براهموس" ذات القدرات الفائقة، التي تمنحها القدرة على استهداف أي نقطة داخل باكستان بدقة عالية.

بينما تظل الخيارات الدبلوماسية قائمة، يبقى التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين احتمالًا يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة في ظل عدم وجود قنوات دبلوماسية فعّالة بين البلدين، يراقب العالم هذه الأزمة بحذر، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تصعيد إلى اندلاع مواجهة شاملة ذات عواقب كارثية.