أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- اليوم الخميس، عددًا من الأوامر الملكية التي طالت مناصب قيادية في الدولة وشملت تعيينات وإعفاءات لعدد من الأمراء والمسؤولين، في خطوة تعكس مواصلة المملكة نهجها في التطوير الإداري والتحديث المستمر لأجهزة الدولة، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وشملت الأوامر الملكية إعفاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود من منصبه كأمير لمنطقة جازان، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود خلفًا له بمرتبة وزير، ويُعد الأمير محمد بن عبدالعزيز أحد الكفاءات الشابة التي شغلت مناصب قيادية عدة، وكان يشغل منصب نائب أمير منطقة جازان منذ سنوات، ما يجعله ملمًّا بتفاصيل المنطقة وتحدياتها، ويؤهله لمواصلة مسيرة التنمية فيها.
وفي خطوة داعمة لتعزيز العمل الإداري بالمنطقة، صدر أمر ملكي بتعيين صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود نائبًا لأمير منطقة جازان بالمرتبة الممتازة، مما يعكس اهتمام القيادة بتفعيل الدور التنفيذي والإشرافي للقيادات المحلية بالمناطق الإدارية.
وفي السياق ذاته، تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود مستشارًا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة، وهو المنصب الذي يعكس الثقة الملكية في خبراته وقدرته على المساهمة في صنع القرار الوطني من داخل الديوان الملكي، الجهة العليا التي تحتضن صناعة السياسات والقرارات في المملكة.
كما شملت الأوامر الملكية إعفاء صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد الأول آل عبدالرحمن آل سعود من عضوية مجلس الشورى، وتعيينه لاحقًا نائبًا لأمير منطقة القصيم بالمرتبة الممتازة، في خطوة تشير إلى إعادة توجيه الطاقات والخبرات القيادية إلى مواقع ميدانية أكثر ارتباطًا بالإدارة المحلية للمناطق، وشهدت وزارة الداخلية أيضًا تغييرًا لافتًا.
حيث صدر أمر ملكي بإعفاء معالي الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود من منصب نائب وزير الداخلية، وتكليف صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، بالقيام بمهام نائب وزير الداخلية، وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز العمل الأمني والإداري عبر ضخ قيادات ذات كفاءة وخبرة عريقة في المجالات الأمنية والإدارية.
ومن اللافت في هذه الأوامر، أن الدكتور ناصر الداود، وبعد إعفائه من منصبه كنائب لوزير الداخلية، تم تعيينه في منصب جديد كنائب لوزير الحرس الوطني بمرتبة وزير، ما يعكس استمرار الاستفادة من خبراته في قطاعات حيوية، لا سيما في مجال الأمن الوطني والدفاع، وإلى جانب ذلك، تم تعيين معالي الأستاذ فهد بن عبدالله العسكر نائبًا لرئيس الديوان الملكي بمرتبة وزير، في موقع حساس يعكس ثقة القيادة في كوادرها العليا، كما تم تعيين معالي الأستاذ تميم بن عبدالعزيز السالم نائبًا للسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، وهو منصب يتطلب دقة في العمل وسرعة في الاستجابة لطبيعة المهام الموكلة.
وفي ما يتعلق بالهيئات والجهات التنفيذية، صدر أمر ملكي بتعيين معالي الدكتور محمد بن سعود بن موسى التميمي محافظًا للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ بمرتبة وزير، في الوقت الذي تم فيه إعفاؤه من منصبه السابق كمحافظ لهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وتشير هذه الخطوة إلى التوجه الحكومي لتعزيز قطاع إدارة الأزمات والطوارئ في ظل التحديات الإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد الشؤون الخاصة بولي العهد، تم تعيين الأستاذ عبدالله بن سراج بن مصطفى زقزوق رئيسًا للشؤون الخاصة لسمو ولي العهد بالمرتبة الممتازة، وهو منصب يعكس أهمية التنسيق الإداري والتنفيذي مع مكتب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كما صدر أمر بتعيين الأستاذ هشام بن عبدالعزيز بن عثمان بن سيف مستشارًا لسمو وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات بالمرتبة الممتازة، في خطوة تشير إلى دعم الأجهزة العسكرية بقدرات تحليلية واستخباراتية عالية.
وفي خطوة بارزة نحو تعزيز دور المرأة في مواقع صنع القرار، تم تعيين معالي الدكتورة إيناس بنت سليمان بن محمد العيسى نائبًا لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة، وهي خطوة تعزز من توجه القيادة نحو تمكين المرأة السعودية في المناصب القيادية العليا، وتعكس إدراكًا متناميًا لأهمية العنصر النسائي في تطوير العملية التعليمية.
وتأتي هذه الأوامر الملكية في سياق النهج المتواصل الذي تنتهجه القيادة السعودية في تعزيز كفاءة أجهزة الدولة وتدوير القيادات بما ينسجم مع الأهداف الوطنية، لاسيما في ظل رؤية المملكة 2030 التي تسعى لبناء جهاز حكومي مرن، فاعل، وذو كفاءة عالية.
وتُعتبر مثل هذه القرارات أداة مهمة لإعادة الهيكلة وتوزيع المسؤوليات بما يضمن استمرارية الأداء الفعال وتحقيق أعلى مستويات الحوكمة، ويُلاحظ في هذه الأوامر مراعاة التوازن بين ضخ قيادات شابة، وتكليف أصحاب الخبرة في مناصب تتطلب الحكمة والخبرة التراكمية، إضافة إلى التنويع في الخلفيات الإدارية والأكاديمية للمسؤولين الجدد، ما يضمن تكامل الرؤية والتنفيذ في مختلف أجهزة الدولة.