أمانة الشرقية
أمانة الشرقية تُطلق حلاً ذكياً لمواجهة أعطال المركبات على الطرق السريعة
كتب بواسطة: محمد وزان |

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز السلامة المرورية وتطوير البنية التحتية للطرق، أعلنت أمانة المنطقة الشرقية، بالتعاون مع قيادة أمن الطرق، وإدارة المرور، ولجنة السلامة المرورية في المنطقة، عن بدء تنفيذ مبادرة "مواقف الطوارئ" على عدد من الطرق السريعة، بهدف توفير بيئة أكثر أمانًا لمستخدمي الطرق وتقليل معدلات الحوادث الناتجة عن التوقفات غير الآمنة للمركبات.

وتنطلق المرحلة الأولى من المبادرة على طريق الظهران – الجبيل السريع، وهو أحد أهم الطرق الحيوية في المنطقة، كونه يشهد حركة مرورية كثيفة على مدار الساعة، ويُعد شريانًا رئيسيًا يربط بين عدد من المدن الصناعية والسكنية، ومن المقرر أن تشمل المبادرة في مراحلها القادمة عدة مواقع أخرى على الطرق السريعة، ضمن خطة مرحلية تهدف إلى تغطية أكبر عدد ممكن من المحاور الحيوية التي تحتاج إلى دعم لوجستي يعزز من مستوى الأمان والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.

وتهدف مبادرة "مواقف الطوارئ" إلى معالجة أحد أبرز التحديات التي تواجه قائدي المركبات على الطرق السريعة، والمتمثل في غياب نقاط توقف آمنة في حال وقوع أعطال مفاجئة أو ظروف طارئة تضطرهم للتوقف الفوري، فغالبًا ما يكون التوقف الاضطراري على جوانب الطريق السريع محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا في حال انعدام الرؤية أو انشغال الطريق بحركة مرورية كثيفة، ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث جسيمة، أو إعاقة انسياب الحركة المرورية.

ومن خلال توفير مواقف طوارئ مجهزة وموزعة بعناية على طول الطرق، تسهم المبادرة في تخفيف هذا النوع من المخاطر، وتحسين مستوى الجاهزية للتعامل مع الحوادث والمواقف الطارئة، لا سيما مع قرب هذه المواقف من النقاط الحيوية التي تسهّل وصول فرق الطوارئ والجهات الأمنية بسرعة وفاعلية، ما يساعد في تقليل زمن الاستجابة ورفع كفاءة إدارة الحركة على الطرق.

كما تدعم هذه المواقف الجهات المعنية بمتابعة الحالة المرورية وتحليل البيانات المرتبطة بسلوك السائقين وأنماط التوقف، الأمر الذي يُعد أداة داعمة لصناع القرار في تطوير سياسات السلامة المرورية والبنية التحتية وفق أسس علمية وميدانية مدروسة.

وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لمجموعة من المبادرات التي تبنتها أمانة المنطقة الشرقية خلال السنوات الماضية، والتي تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة فيما يتعلق بتطوير المدن، وتحسين خدمات النقل، وتعزيز السلامة العامة، ويبرز من ضمن هذه الجهود تحسينات على أنظمة الإضاءة والإشارات الذكية، وتوسيع نطاق التغطية بالكاميرات المرورية، وتطوير تقنيات إدارة الحركة في مختلف الطرق الحيوية.

من جانبها، أكدت أمانة الشرقية أن المبادرة تنسجم مع التوجهات الحديثة في تطوير حلول ذكية ومستدامة في قطاع النقل والطرق، وهي مبنية على دراسات تحليلية ورصد ميداني لأبرز التحديات التي تواجه مستخدمي الطرق السريعة، كما أكدت على أهمية تكاتف جميع الجهات الحكومية والخاصة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المبادرة وغيرها، والتي تُعنى بسلامة المواطن والمقيم.

وتأمل الأمانة من قائدي المركبات التعاون والالتزام باستخدام هذه المواقف في الأوقات والظروف المخصصة لها فقط، والتقيد بإرشادات السلامة العامة وعدم التوقف العشوائي الذي قد يتسبب في تعطيل المرور أو تعريض الأرواح للخطر، مع التأكيد على أن هذه المواقف لا تُعد مناطق للراحة أو الاستخدام العادي، بل هي مصممة خصيصًا لحالات الطوارئ.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه المملكة تطورًا كبيرًا في منظومة الطرق والنقل، مع تزايد أهمية توفير بيئة مرورية تتوافق مع أعلى معايير السلامة العالمية، ويُنتظر أن تُسهم مبادرة "مواقف الطوارئ" في إحداث فارق ملموس في سلامة الطرق وتقليل نسب الحوادث المرتبطة بالتوقفات المفاجئة، وهو ما يؤكد على جدية العمل المشترك بين الجهات المختصة لتقديم حلول عملية وفعّالة لمشكلات المرور المتجددة.