الهند وباكستان

السعودية تدعو إلى الحوار لحل الحرب بين الهند وباكستان

كتب بواسطة: رضا سمكي |

في خطوة تعكس الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تعزيز السلام الإقليمي، وصل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى باكستان في زيارة رسمية، وذلك بعد يوم واحد فقط من زيارة قام بها إلى الهند، وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت حساس تشهده منطقة جنوب آسيا، حيث تصاعدت حدة التوتر بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، ما جعل المجتمع الدولي يراقب بقلق بالغ تطورات الأوضاع بين البلدين.

زيارة الجبير إلى باكستان تأتي في سياق جهود المملكة لاحتواء التوتر المتصاعد بين الدولتين، حيث من المقرر أن يلتقي بعدد من المسؤولين الباكستانيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية إسحاق دار، وهذه اللقاءات تهدف إلى تعزيز الحوار الدبلوماسي والدفع نحو التهدئة بين الطرفين، خاصة بعد التصعيد العسكري الأخير على الحدود المتنازع عليها في إقليم كشمير.

وكان الجبير قد التقى قبل وصوله إلى باكستان بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، في محاولة لفتح قنوات الحوار وتقريب وجهات النظر بين نيودلهي وإسلام آباد، وخلال تلك الزيارة، أعربت السعودية عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوتر العسكري، داعية البلدين إلى ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.

وقد أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا حثت فيه كلًا من الهند وباكستان على احترام مبادئ حسن الجوار والالتزام بالطرق الدبلوماسية لحل النزاعات، مشددة على أهمية تجنب الأعمال التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا البيان يعكس التزام الرياض بدعم السلام الإقليمي والسعي إلى منع أي تصعيد قد يهدد أمن وسلامة شعوب المنطقة.

من جهة أخرى، وفي إطار متابعة التطورات الميدانية، كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أجرى اتصالات هاتفية بنظيريه الهندي والباكستاني منذ اندلاع الأزمة، بحث خلالها العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة العمل على خفض التوتر والبحث عن حلول سلمية تحفظ الأمن والاستقرار.

تصاعدت الأزمة بين الهند وباكستان بعد الهجوم الدامي الذي وقع قرب بلدة باهالغام في وادي بيساران السياحي بالجزء الهندي من إقليم كشمير، والذي أدى إلى موجة من الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، فقد أعلنت الحكومة الهندية عن مقتل 13 مدنيًا بنيران المدفعية الباكستانية على طول خط المراقبة، في أعنف موجة قتال تشهدها المنطقة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وفي المقابل، اتهمت باكستان نيودلهي بالقيام بضربات جوية داخل أراضيها، مما زاد من حدة التصعيد العسكري.

وفي تعليق على الوضع المتوتر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، إن "السلوك غير المسؤول للهند وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير"، محذرًا من أن هذه التطورات تشكل خطرًا حقيقيًا على السلام والاستقرار في المنطقة، وفي المقابل، رد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار بتحذير صارم، مؤكدا أن بلاده سترد بشكل حازم على أي هجمات مستقبلية قد تشنها إسلام آباد.

هذه التصريحات جاءت في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على البلدين للتهدئة، حيث دعت عدة دول كبرى إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات تصعيدية قد تؤدي إلى اندلاع صراع واسع النطاق في المنطقة النووية الأكثر حساسية في العالم.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبرز زيارة الجبير كجزء من جهود دبلوماسية واسعة تبذلها السعودية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ولعب دور الوسيط بين الجارتين اللتين لطالما كانتا على خلافات عميقة منذ عقود، والمملكة التي لطالما كانت داعمًا للاستقرار الإقليمي، تسعى من خلال هذه الزيارة إلى إعادة التركيز على الحوار الدبلوماسي كسبيل وحيد لحل الأزمات، بما يضمن أمن وسلامة شعوب المنطقة.