فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يرفع السقف: لا بد من مواجهة الشر الروسي بلا هوادة

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في خطاب مؤثر ألقاه الخميس بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة التصدي لما وصفه بـ"الشر الروسي"، في إشارة إلى استمرار الحرب التي تشنها موسكو على بلاده منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأكد زيلينسكي أن هذا الشر لا يمكن التغلب عليه إلا عبر التكاتف والعمل المشترك، قائلاً: "يجب أن يُحارب، معاً، بعزيمة وبقوة"، في دعوة واضحة لحلفاء أوكرانيا لمواصلة دعمهم العسكري والسياسي في مواجهة روسيا.

استغل الرئيس الأوكراني المناسبة لتوجيه انتقاد لاذع للاحتفالات التي ينظمها الكرملين في موسكو بمناسبة "عيد النصر"، معتبراً أن هذه الفعاليات ليست سوى "استعراض للوقاحة" و"الأكاذيب"، في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي تقودها القوات الروسية في شرق أوكرانيا.

يرى زيلينسكي أن هذه الاحتفالات تتناقض مع الواقع على الأرض، حيث تواصل روسيا استهداف الأراضي الأوكرانية رغم إعلانها عن وقف مؤقت لإطلاق النار، وفي تطورات ميدانية متزامنة، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية واصلت شن هجماتها على المواقع الأوكرانية في الجبهة الشرقية، بالرغم من دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو حيز التنفيذ عند منتصف ليل الأربعاء.

قال فيكتور تريهوبوف، المتحدث باسم الجبهة الشرقية للجيش الأوكراني، إن القوات الروسية نفذت هجمات في عدة مواقع بعد الساعة 12 ليلاً، في تجاهل واضح لقرار التهدئة، وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الوضع على الجبهات لا يزال متوتراً، حيث سُجل وقوع 139 اشتباكاً مسلحاً حتى الساعة العاشرة من مساء الأربعاء، وارتفع عدد الاشتباكات إلى 196 بحلول الساعة الثامنة من صباح الخميس.

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار القوات الروسية في تعزيز مواقعها وتنفيذ عمليات قصف مكثفة على مناطق متفرقة في الشرق، ما يعكس استمرار التصعيد رغم التصريحات الروسية المتكررة عن تهدئة مؤقتة.

على صعيد الدفاع الجوي أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 20 طائرة مسيّرة روسية في سماء البلاد خلال النصف الثاني من يوم الأربعاء، وهو ما يعكس استمرار التهديدات الجوية التي تواجهها المدن الأوكرانية من الطائرات بدون طيار، والتي أصبحت أحد أبرز أسلحة الحرب الروسية.

تأتي هذه التصريحات والتحركات في ظل مشهد دولي يزداد تعقيداً، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على مزيد من الدعم العسكري من الغرب، في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في تكثيف هجماتها وتحقيق مكاسب ميدانية تدريجية، ويعتبر زيلينسكي أن هذه المرحلة من الحرب تتطلب أقصى درجات الوحدة الدولية، واصفاً الصراع مع روسيا بأنه "معركة وجودية" لا تقل خطورة عن المعارك التي خاضتها البشرية ضد الفاشية قبل ثمانية عقود.

مع استمرار القتال وتصاعد وتيرة الاشتباكات، يبدو أن الأفق لا يزال غامضاً، حيث يتزايد القلق من أن يتحول النزاع إلى مواجهة مفتوحة أوسع نطاقاً إذا ما استمر التصعيد على هذا النحو، لا سيما في ظل التدخلات الإقليمية والدعم الروسي المتزايد لحلفائه العسكريين