استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض التعرفات الجمركية على الواردات الصينية قبل إجراء محادثات تجارية هامة بين واشنطن وبكين المقررة عقدها في سويسرا مطلع الأسبوع المقبل، وكانت هذه التصريحات جزءًا من فعالية في البيت الأبيض، حيث تطرّق ترامب إلى التساؤلات المتعلقة بالمحادثات القادمة، وأكد على موقفه الرافض لتقديم تنازلات في هذا الصدد.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أشار أحد المراسلين في الفعالية إلى أن الصين قد طلبت خفضًا كبيرًا للرسوم الجمركية قبل بدء المحادثات، وعندما سُئل ترامب عن ما إذا كان على استعداد للاستجابة لهذا الطلب، أجاب بشكل حاسم: "لا".
أضاف أنه لا توجد أي نية لدى واشنطن للتراجع عن هذه الإجراءات الجمركية قبل بدء المحادثات، مشيرًا إلى أن الصين بحاجة إلى "العودة ودراسة ملفاتها" قبل التقدم بأي طلبات جديدة.
في الوقت ذاته نفى ترامب التلميحات بأن الولايات المتحدة هي التي بادرت بهذه المحادثات، موضحًا أن بكين كانت هي التي طلبت هذه المناقشات، هذه التصريحات تبرز التوتر المتزايد بين الطرفين في ظل النزاع التجاري المستمر، الذي كان له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي أدلى بهذه التصريحات خلال مراسم أداء اليمين للسفير الأمريكي الجديد لدى الصين، ديفيد بيردو، الذي وصفه ترامب بأنه "صديق"، وكان بيردو يشغل سابقًا منصب سيناتور عن ولاية جورجيا، ويُنظر إلى تعيينه في هذا المنصب على أنه خطوة في تعزيز العلاقات الأمريكية-الصينية خلال مرحلة حساسة من المفاوضات التجارية بين البلدين.
من المتوقع أن يلتقي كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين مطلع الأسبوع المقبل في سويسرا لمناقشة النزاع التجاري المستمر، الذي بدأ في عام 2018 بين أكبر اقتصادين في العالم، يتوقع أن يكون الاجتماع فرصة للطرفين للبحث في سبل خفض التصعيد وتحقيق تفاهمات حول القضايا العالقة، مع التركيز على القضايا الاقتصادية الهامة التي أدت إلى هذا النزاع، مثل حقوق الملكية الفكرية، وتعريفات المنتجات، والشركات الصينية في الولايات المتحدة.
الوفد الأمريكي المشارك في المحادثات سيترأسه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إلى جانب الممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير، وقد صرح بيسنت في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" قائلًا: "لقد اتفقنا على التحدث، ثم سنتفق يومي السبت والأحد على ما سنتحدث عنه".
أضاف بيسنت أن الهدف من المحادثات هو "خفض التصعيد" بين الطرفين، مؤكدًا أن الحديث عن صفقة تجارية كبيرة قد لا يكون في الأفق قريبًا، يأتي هذا اللقاء في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث سعى الرئيس ترامب خلال فترة ولايته إلى تغيير التوازن التجاري لصالح الولايات المتحدة، وهو ما تجسد في فرض تعرفات جمركية على الواردات الصينية.
على الرغم من هذه التصعيدات، يبدو أن الطرفين ما زالا في مرحلة استكشاف سبل التوصل إلى اتفاقات جديدة من شأنها أن تحد من التوترات الحالية، فيما تتوجه الأنظار إلى سويسرا الأسبوع المقبل، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه المحادثات ستؤدي إلى تقدم ملموس نحو حل النزاع، أو ما إذا كانت ستعزز فقط موقف الطرفين المتباين في هذا النزاع الطويل.