في خطوة تعكس ثقتها بقوة واستقرار السوق، قررت مجموعة "أوبك بلس" النفطية زيادة إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يونيو المقبل، لتضخ بذلك كميات إضافية من النفط في الأسواق العالمية المتعطشة للطاقة.
أعلنت وزارة الطاقة السعودية، اليوم السبت، أن دول "أوبك بلس" الثماني قررت هذه الزيادة الملموسة مقارنة بمستويات الإنتاج المقررة لشهر مايو 2025، في اجتماع عقدته عبر الاتصال المرئي لمراجعة أوضاع السوق النفطية والتوقعات المستقبلية.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لما وصفته الوزارة بـ"أسس السوق الإيجابية الحالية" التي تتجلى في انخفاض المخزونات البترولية العالمية، مما يشير إلى تعافٍ في الطلب وتحسن في مؤشرات استهلاك الطاقة. ويمثل هذا القرار استمرارًا لاستراتيجية المجموعة المعلنة في ديسمبر 2024 بشأن الاستعادة التدريجية والمرنة لتعديلات الإنتاج التطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، والتي بدأ تنفيذها في أبريل 2025.
ما يثير الاهتمام في قرار "أوبك بلس" هو احتفاظها بآلية مرنة للتعامل مع متغيرات السوق، حيث أوضحت الوزارة السعودية أن هذه الزيادات قابلة للتعديل أو الإيقاف المؤقت حسب ظروف السوق، مما يمنح المجموعة القدرة على التدخل السريع لضمان استقرار الأسعار.
وتضم "أوبك بلس" ثماني دول رئيسية: المملكة العربية السعودية، وروسيا، والعراق، والإمارات، والكويت، وكازاخستان، والجزائر، وعُمان، وهي الدول التي أعلنت سابقًا عن تعديلات تطوعية إضافية في إنتاجها النفطي خلال عامي 2023 و2024.
كما أكدت الدول الأعضاء التزامها الكامل بإعلان التعاون، بما في ذلك التعديلات التطوعية الإضافية المتفق عليها في اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في أبريل 2024، مع عزمها على تعويض كامل الكميات الزائدة في الإنتاج منذ يناير 2024.
وتختتم الوزارة السعودية بالإعلان عن عقد اجتماعات شهرية لمتابعة تطورات السوق ومستوى الالتزام وتنفيذ خطط التعويض، مع تحديد موعد الاجتماع القادم في الأول من يونيو 2025 لتقرير مستويات الإنتاج لشهر يوليو المقبل، في استراتيجية واضحة للتعامل المرن والمستمر مع متغيرات السوق العالمية.