حصاد القمح
حصاد موسم مبشر: الإسكندرية تنفذ يومًا حقليًا لمحصول القمح في إطار مشروع ترشيد المياه
كتب بواسطة: بدور حمادي |

في خطوة عملية تعكس التزام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتعزيز كفاءة الموارد الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، نظّمت مديرية الزراعة بمحافظة الإسكندرية "يومًا حقليًا" لحصاد محصول القمح ضمن مشروع "ترشيد استخدام المياه في الأنشطة الزراعية"، وذلك في نطاق الحقول الإرشادية التابعة لإدارة العامرية الزراعية بمنطقة مريوط، لموسم 2024/2025، يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الاستخدام الرشيد لموارد المياه وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة في وحدة المساحة، وهو ما يمثل ركيزة أساسية ضمن جهود الدولة للتحول نحو زراعة أكثر كفاءة واستدامة.

وقد جاء تنظيم هذا اليوم بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية والخبراء في المجال الزراعي، حيث شارك فيه وفد من مديرية الزراعة، ضم نخبة من المختصين والقيادات الزراعية، من بينهم الدكتور أحمد راضي، مدير إدارة العامرية الزراعية، والدكتورة ثناء حمد عبد السلام، رئيس الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح والتابعة لمركز البحوث الزراعية بالنوبارية، إلى جانب المهندس علي إسماعيل عبد المنعم من المنطقة الإحصائية، والمهندسة كريستين مجدي من الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، والدكتور جهاد الشاذلي رئيس قسم المحاصيل الحقلية بمحافظة الإسكندرية، بالإضافة إلى أيمن فتحي عبد المحسن، أخصائي المحصول بإدارة العامرية.

شهد اليوم الحصادي نشاطًا عمليًا مكثفًا شمل متابعة مراحل الحصاد، وقياس مؤشرات الأداء والإنتاجية في الحقول التي طُبّق فيها مشروع ترشيد المياه، والذي يُعد نموذجًا ناجحًا للتكامل بين البحوث التطبيقية والإرشاد الميداني، وأوضح المشاركون أن الأصناف التي تم حصادها شملت مجموعة من الأنواع المحسنة والمعتمدة رسميًا، منها جيزة 171، وسدس 14، ومصر 4، وهي أصناف معروفة بقدرتها العالية على تحمل الإجهادات البيئية، وتقديم إنتاجية متميزة في ظل الظروف المناخية المتغيرة.

وفي تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أشار الدكتور أحمد راضي إلى أن هذا اليوم لم يكن فقط مناسبة لحصاد المحصول، بل كان فرصة لتقييم أثر تطبيق أساليب الري الحديثة وتقنيات الزراعة الدقيقة، التي أثمرت عن تحسن واضح في الإنتاجية، وأضاف أن الحقول المشاركة أظهرت مؤشرات إيجابية فيما يخص الإنتاجية لكل فدان، مما يعزز من جدوى المشروع ويؤكد أهمية التوسع في تطبيقه على نطاق أوسع داخل المحافظة وفي المحافظات الأخرى، كما عبّر عن سعادته بالروح الإيجابية التي سادت الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الفلاحين أعربوا عن ارتياحهم الكبير من النتائج المحققة، وهو ما يعكس نجاح الحملة في تعزيز ثقة المزارع المصري بالمنظومة الإرشادية والعلمية.

وأثناء الحصاد، أُجريت عملية تقدير للإنتاج باستخدام أساليب الحصر الحقلية، حيث تم رصد الكميات المنتجة من المحصول بدقة، بهدف دعم اتخاذ القرار على مستوى التخطيط الزراعي، كما تم تنظيم لقاءات مع المزارعين لتبادل التجارب والخبرات، وإطلاعهم على أبرز التوصيات الفنية الخاصة بمراحل ما بعد الحصاد، بما في ذلك عمليات التخزين والنقل والتسويق.

من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم قاسم، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، أن محافظة الإسكندرية تواصل تحقيق نتائج متميزة في زراعة القمح، رغم محدودية الموارد المائية وتحديات التغير المناخي، ولفت إلى أنه تم حتى الآن حصاد قرابة 4 آلاف فدان منذ انطلاق الموسم الرسمي، من إجمالي المساحات المزروعة التي بلغت 25 ألفًا و174 فدانًا هذا العام، موضحًا أن متوسط الإنتاجية يتراوح بين 22 إلى 25 أردبًا للفدان، وهو معدل يعكس تحسن الأداء الزراعي نتيجة السياسات الحديثة المطبقة.

وأوضح قاسم أن ما تحقق هذا الموسم يُعد نموذجًا يُحتذى به على مستوى الجمهورية، خصوصًا أن الإنتاجية تحققت دون زيادة في كميات مياه الري، بل من خلال تطبيق نظم ري حديثة وأساليب زراعة تقلل الفاقد وتعظم العائد، كما أشار إلى أن الوزارة ماضية في التوسع في هذه التجارب وتعميمها على نطاق أوسع، في ضوء استراتيجية الدولة الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز كفاءة إدارة الموارد الطبيعية.

ويأتي تنظيم هذا اليوم الحقلي ليؤكد على نجاح التعاون بين القطاع البحثي والإرشادي والمزارعين، حيث يجري تنفيذ برامج توعوية وتدريبية تضمن نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى مستوى الحقل، مع إتاحة الفرصة للمزارعين للاطلاع على أحدث المستجدات الفنية وتطبيقها عمليًا.

وقد تم تكريم عدد من المزارعين المتميزين الذين أسهموا في إنجاح التجربة، وسط أجواء احتفالية شهدت حضور عدد من أهالي المنطقة، تعبيرًا عن دعمهم لجهود التطوير الزراعي في الإسكندرية.