جورجي جيسوس
من الإنجازات إلى الغموض: قصة نهاية علاقة جيسوس والهلال
كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في أجواء امتزجت فيها مشاعر الوداع بالامتنان، يستعد البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني المقال لفريق الهلال الأول لكرة القدم، لتوديع لاعبيه، مساء الأحد، في مقر النادي بالعاصمة الرياض، وذلك قبل انطلاق الحصة التدريبية، بحسب ما أفاد به مصدر خاص، هذه اللحظة التي تحمل طابعًا إنسانيًا بامتياز، تأتي بعد إنهاء العلاقة التعاقدية بين المدرب المخضرم، البالغ من العمر 70 عامًا، والنادي الأزرق الذي قاده في موسم مليء بالإنجازات والأرقام القياسية.

ورغم أن وداع جيسوس كان مقررًا له أن يتم السبت، إلا أنه غاب عن الحضور في اللحظة الأخيرة، دون أن يُكشف عن الأسباب التي حالت دون مشاركته في اللقاء العاطفي الذي كان ينتظره اللاعبون والجهاز الإداري والفني، ويبدو أن هذا الغياب لم يكن متوقعًا، خاصة أن المدرب البرتغالي كان قد وجّه رسالة وداع مؤثرة عبر حسابه الرسمي في إنستجرام، أعرب فيها عن امتنانه العميق لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة، التي وصفها بأنها لا تُنسى، مؤكدًا أنها كانت مليئة بالتفاني والإنجازات التاريخية.

وفي الوقت الذي تنتهي فيه مرحلة جيسوس، تبدأ صفحة جديدة بقيادة محمد الشلهوب، أسطورة الهلال السابق، الذي كُلِّف بمهمة تدريب الفريق الأول مؤقتًا، استعدادًا لمواجهة الرائد في الجولة 30 من دوري روشن السعودي، ويقود الشلهوب، مساء الأحد، ثاني حصة تدريبية له مع الفريق، في إطار التحضير الجاد للمباراة التي ستُقام على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة، يوم الأربعاء المقبل.

وشهدت التدريبات حضور وجهين جديدين انضما إلى الطاقم الفني المساعد، حيث بدأ الأرجنتيني داميان هيكتور مهامه كمحلل فني، فيما تسلم التشيلي ألفارو فيليب مسؤولياته كمعد بدني، الاثنان باشرا عملهما فورًا، ليُشكّلا دعامة فنية جديدة ضمن الكادر الذي يقوده الشلهوب، في محاولة للحفاظ على استقرار الفريق في ظل التغييرات المفاجئة.

مسيرة جيسوس مع الهلال لم تكن اعتيادية، بل كانت ملحمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، منذ بداية موسم 2023ـ2024، قاد المدرب البرتغالي الفريق نحو منصات التتويج بثبات وحنكة، محققًا الثلاثية المحلية: دوري روشن السعودي، كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي مرتين، وليس ذلك فحسب، بل نجح أيضًا في دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد أن قاد الهلال لتحقيق 34 انتصارًا متتاليًا، وهو رقم لم يُحققه أي فريق في العالم قبله، ما جعله محط أنظار الصحافة العالمية وجماهير الكرة على حد سواء.

ورغم كل تلك النجاحات، فإن علاقة جيسوس مع الهلال طُويت فجأة، لأسباب لم يتم الكشف عنها حتى الآن، ما أثار موجة من التساؤلات والتحليلات حول خلفيات القرار، خصوصًا أن الفريق لا يزال ينافس بقوة على عدة جبهات، ويضم نخبة من أبرز النجوم المحليين والأجانب، ومع ذلك، حافظ المدرب على نبرة الاحترام في وداعه، مشيرًا إلى فخره بقيادة مجموعة استثنائية من اللاعبين، في رسالة تعكس احترافية الرجل وشغفه بكرة القدم.

وفي الوقت الذي يُودّع فيه جيسوس الهلال بعد موسمين من التألق، يبدو أن إدارة النادي تسير بخطى سريعة لإعادة ترتيب الأوراق، من خلال الدفع بالشلهوب كخيار مؤقت قد يتحول إلى دائم، إذا ما أثبت نجاحه في إدارة الدفة الفنية، كما أن استقطاب أسماء فنية جديدة إلى الطاقم المساعد يُشير إلى رغبة الإدارة في بناء منظومة متماسكة، قادرة على مواصلة المسيرة بثقة وثبات، بعيدًا عن التأثر بصدمة رحيل المدرب.

وتبقى لحظة وداع جيسوس في النهاية بمثابة محطة فارقة في تاريخ الهلال، تحمل في طياتها مشاعر متناقضة من الحزن على رحيل مدرب صنع المجد، والأمل في انطلاقة جديدة بقيادة محلية تحمل إرث النادي وروحه في الميدان، وبينما يطوي الهلال صفحة، فإنه يفتح أخرى عنوانها التحدي والاستمرارية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار