أنشيلوتي يقلب موازين الكلاسيكو
أنشيلوتي يقلب موازين الكلاسيكو بتصريحات نارية ويشعل سباق الليجا
كتب بواسطة: بدور حمادي |

في ليلة مليئة بالإثارة والقلق، انتزع ريال مدريد فوزًا صعبًا من ضيفه سيلتا فيغو بنتيجة 3-2 في الجولة الرابعة والثلاثين من منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم، في مباراة حملت بين طياتها الكثير من التوتر والاختبار الحقيقي لتركيبة الميرينغي قبل المواجهة الحاسمة أمام برشلونة، في كلاسيكو الأرض المنتظر يوم الأحد، والفوز الذي جاء بشق الأنفس، لم يكن مجرد ثلاث نقاط في صراع القمة، بل مثّل دفعة معنوية كبرى للفريق الملكي وجماهيره، خاصة مع التصريحات القوية التي أطلقها المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي عقب صافرة النهاية، والتي بدا من خلالها واثقًا من قدرة فريقه على قلب المعادلة في الليجا رغم الفارق القائم في النقاط.

وأنشيلوتي، الذي ظهر هادئًا رغم التقلبات التي شهدتها المباراة، فاجأ الجميع عندما تحدث عن الكلاسيكو المقبل ضد الغريم التقليدي برشلونة، ففي حين كان يُتوقع أن يعتبر المواجهة "نهائية مصغرة" للقب، أكد المدرب الإيطالي أن المباراة ليست حاسمة للقب الدوري بشكل قاطع، لكنها "شبه حاسمة" على حد وصفه، مشيرًا إلى أن الفوز بها سيجعل ريال مدريد على بعد نقطة واحدة فقط من برشلونة، مما يفتح الأبواب أمامه للانقضاض على القمة في الأسابيع الأخيرة، هذه التصريحات، التي حملت بين سطورها الثقة والاستفزاز في آن واحد، أشعلت الأجواء الإعلامية والجماهيرية في إسبانيا، واعتُبرت بمثابة حرب نفسية مبكرة على منافسه المباشر.

وجاء الفوز على سيلتا فيغو بأقدام النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي تألق بشكل لافت مسجلًا ثنائية مميزة في الشوط الأول، وأكد أنه حاضر بدنيًا وذهنيًا للمواعيد الكبرى، ومبابي الذي كانت بعض الشكوك تحوم حول جاهزيته في الآونة الأخيرة، بدا منسجمًا تمامًا مع طريقة لعب أنشيلوتي، حيث استغل اندفاع سيلتا فيغو وسجل هدفين يُظهران حسه التهديفي العالي، وساهم بشكل كبير في حسم المواجهة رغم عودة الفريق الضيف بهدفين متأخرين كادا أن يغيرا مسار اللقاء، وإلى جانب مبابي ظهر الشاب التركي أردا غولر بصورة مشرقة، حيث افتتح التسجيل مبكرًا وقدم تمريرة حاسمة، ما جعل أنظار الجماهير تنجذب إليه باعتباره موهبة صاعدة تستحق المتابعة عن كثب.

كما أن تصريحات أنشيلوتي حول المباراة أكدت حرصه على إظهار الفريق بصورة متماسكة رغم الضغط الكبير، فقد أقر المدرب الإيطالي بأن الفريق افتقر في بعض اللحظات إلى التوازن، خاصة في النصف الثاني من المباراة، لكنه أشاد بالتزام اللاعبين وقدرتهم على التعامل مع ضغط اللحظات الأخيرة، وأشار إلى أن مباراة سيلتا كانت بمثابة اختبار ذهني قبل الصدام المرتقب أمام برشلونة، حيث يتطلب الأمر الكثير من التركيز والانضباط التكتيكي، وأضاف أن فريقه يمتلك عناصر حاسمة مثل مبابي، يمكنها صنع الفارق في مباريات بهذا الحجم.

أما بخصوص الكلاسيكو، فقد قال أنشيلوتي إنه لا ينوي اختراع أساليب جديدة أو الخروج عن النسق التكتيكي المعتاد، وإنما سيعتمد على الجدية والتخطيط الدقيق من أجل إيقاف مفاتيح لعب برشلونة، وعبّر عن ثقته في أن لاعبيه سيدخلون المواجهة بعقلية الفوز، مشددًا على أن التنافس بين الفريقين لا يحتاج إلى تحفيز إضافي، وأضاف أن مباراة الذهاب التي أقيمت قبل أسبوع كانت متكافئة إلى حد كبير، وكان ريال مدريد قريبًا من الفوز، وهو ما يمنحه مؤشرات إيجابية لما يمكن تحقيقه في الإياب.

كما تحدث أنشيلوتي عن الحالة الصحية لبعض اللاعبين، وأوضح أن غياب البرازيلي رودريغو غوس عن مواجهة سيلتا فيغو جاء نتيجة إصابته بحمى مفاجئة، لكنه أشار إلى أن اللاعب في طريقه للتعافي، ومن المتوقع أن يكون متاحًا في الكلاسيكو، وهذه الأنباء كانت مطمئنة لجماهير الميرينغي التي تعوّل على حيوية رودريغو في الخط الأمامي، خاصة في ظل الضغط المتوقع على الأطراف من دفاع برشلونة، ومن جهة أخرى، أكد أنشيلوتي على جاهزية جميع اللاعبين الآخرين، مشيرًا إلى أن التنافس في التدريبات بلغ ذروته، وأن الأجواء في غرف الملابس إيجابية ومليئة بالحماس.

والانتصار على سيلتا لم يُغير فقط في جدول الترتيب، بل أعاد ريال مدريد إلى الصورة من جديد كمنافس قوي على لقب الليجا، خاصة أن الفارق تقلص إلى أربع نقاط فقط قبل خمس جولات من النهاية، وقد أكد أنشيلوتي أن الدوري لم يُحسم بعد، وأن الفريق لا يزال في سباق مفتوح على كل الجبهات، هذه الروح التي بثّها المدرب المخضرم جاءت لتدفع بالجماهير نحو التفاؤل، وتجعل من الكلاسيكو المقبل معركة كروية مشتعلة بكل المقاييس، حيث سيكون الفوز بها بمثابة إعلان واضح عن نوايا مدريد الحقيقية في استعادة اللقب.

ويبدو أن أنشيلوتي لا ينظر إلى مباراة الكلاسيكو على أنها مجرد مباراة تقليدية ضد المنافس الأزلي، بل يراها لحظة حاسمة في موسم طويل وشاق، وتصريحاته التي جاءت بعد فوز شاق على سيلتا فيغو كانت بمثابة رسالة إلى لاعبيه وجماهيره وحتى خصومه: ريال مدريد لم يُرفع عنه الستار بعد، ولا يزال يملك الكثير ليقدمه في الأسابيع الحاسمة المقبلة، ويبقى السؤال الأكبر معلقًا: هل ينجح أنشيلوتي في قلب الموازين فعليًا، أم تكون تصريحاته مجرد مناورة ضمن حرب الكلاسيكو النفسية؟

الأكثر قراءة
آخر الاخبار