مفتي المملكة
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يدعو الحجاج لتقوى الله وترك الجدال
كتب بواسطة: حكيم حميد |

جدد سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، دعوته لأبناء الأمة الإسلامية إلى الالتزام الكامل بالأنظمة والتعليمات الرسمية المنظمة لموسم الحج، مؤكداً أن احترام هذه التوجيهات يمثل جزءًا من مقاصد الشريعة التي تقوم على حفظ النظام وتحقيق المصلحة العامة، لا سيما في ظل الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة لتنظيم هذه الشعيرة العظيمة وضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن.

كما شدد سماحة المفتي على أهمية استخراج تصريح الحج من الجهات المختصة، داعياً كل من ينوي أداء الركن الخامس من أركان الإسلام هذا العام إلى الالتزام بالآليات الرسمية المعتمدة من قبل وزارة الحج والعمرة والجهات التنظيمية الأخرى، وأشار إلى أن النظام الذي أقرته الدولة في هذا الشأن يهدف إلى تحقيق الانضباط وضمان سير شعائر الحج بسلاسة، ووفق طاقة الاستيعاب التي تراعي صحة وسلامة الجميع، مشيراً إلى أن مخالفة هذه التعليمات لا تتوافق مع مقاصد الشريعة التي تحث على النظام والطاعة لولاة الأمر في غير معصية.

وقد أوصى سماحته عموم حجاج بيت الله الحرام بالتحلي بتقوى الله سبحانه وتعالى خلال أدائهم لمناسك الحج، مؤكداً أن هذه الشعيرة ليست مجرد أداء حركي للمناسك، بل هي رحلة إيمانية تتطلب طهارة القلب والنية، وسمو الأخلاق، والبعد عن كل ما يشوب هذه العبادة من لغو أو نزاع أو معصية، واستشهد بقوله تعالى في سورة البقرة: «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، مبينًا أن هذه الآية تمثل دستورًا إيمانيًا لسلوك الحاج، وأن التزام الحاج بهذه التوجيهات الربانية ينعكس على روحانية المناسك ويزيد من أجرها وأثرها في النفس.

كما رفع سماحته أكف الضراعة إلى المولى عز وجل، سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – خير الجزاء على ما يبذلانه من جهود جبارة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، مؤكدًا أن هذه الجهود المباركة تمثل نموذجًا مشرفًا لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن ما يتم توفيره من خدمات متطورة وتنظيمات دقيقة يأتي ثمرة لتخطيط مدروس ورؤية استراتيجية تتجدد كل عام من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج.

وأشار المفتي إلى أن المملكة، بتوفيق الله، نجحت في تسخير كل الإمكانات البشرية والتقنية والتنظيمية لخدمة الحجاج، بدءًا من تسهيل إجراءات الدخول والخروج، ومرورًا بالخدمات الصحية واللوجستية، وانتهاءً بتوفير الأمن والأمان في كل بقعة من بقاع المشاعر المقدسة، وهو ما جعل من موسم الحج نموذجًا عالميًا يُحتذى به في الإدارة والتنظيم.

وقد دعا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الجميع إلى إدراك قدسية هذه الشعيرة ومكانتها العظيمة في الإسلام، مشددًا على أن الحج ليس مجرد رحلة سياحية أو تجمع عادي، بل هو مؤتمر إيماني عالمي يجتمع فيه المسلمون من كل فجّ عميق على صعيد واحد، يجسدون وحدة الأمة وتراحمها وتعاونها، في مشهد مهيب تتجلى فيه عظمة الإسلام وروعة التكافل والتآخي.

كما نوه بأهمية أن يعكس الحاج سلوكًا حضاريًا وخلقًا كريمًا يعكس الصورة الحقيقية للمسلم، وأن يتعامل مع إخوانه الحجاج بروح الاحترام والمساعدة والتيسير، مجددًا التذكير بأن العبادات لا تكتمل إلا بحسن الخلق، وأن الله تعالى يحب من عباده التراحم والتعاون على البر والتقوى.

وختم المفتي كلمته بتجديد دعائه بأن يُتم الله حج هذا العام على خير وسلامة لجميع الحجاج، وأن يردهم إلى أهلهم سالمين غانمين وقد غُفرت ذنوبهم وقُبل سعيهم، وأن يحفظ الله المملكة ويديم عليها أمنها واستقرارها وقيادتها الرشيدة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار