بعد فترة حافلة بالتحديات والإنجازات، ودّع المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس جماهير ولاعبي نادي الهلال برسالة وداع مؤثرة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إنستجرام"، بعد إعلان الإدارة الهلالية رسميًا إنهاء التعاقد معه، على خلفية تراجع نتائج الفريق خلال الموسم الجاري 2024-2025.

وقال جيسوس في رسالته الأخيرة التي وجهها للاعبي الفريق: «أوصيكم بأن تبقوا دائمًا في القمة، وأن تبذلوا قصارى جهدكم من أجل الهلال».

كما جاء قرار إدارة الهلال بالاستغناء عن خدمات المدرب البرتغالي صاحب الـ70 عامًا، عقب سلسلة من النتائج غير المرضية لجماهير "الزعيم"، سواء على مستوى الدوري المحلي أو البطولات القارية، رغم تحقيق الفريق لعدد من الألقاب تحت قيادته.

وكان جيسوس قد تولّى تدريب الهلال في يوليو 2023، وهي الفترة الثانية له مع النادي بعد تجربة سابقة لم تكتمل في عام 2018، وفي فترته الثانية، قاد الفريق لتحقيق عدة بطولات كبرى، أبرزها الدوري السعودي للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي.

لم تكن فترة جيسوس مع الهلال خالية من التحديات، فقد دخل الموسم الجاري وسط توقعات جماهيرية عالية، بعد التعاقد مع نجوم عالميين وميزانية ضخمة رُصدت لتحقيق الألقاب، إلا أن الفريق واجه صعوبات فنية، تمثلت في انخفاض الأداء في بعض المباريات، وعدم تحقيق نتائج منتظرة في البطولات القارية.

ووفق مصادر مقربة من النادي، فإن القرار جاء بعد دراسة فنية شاملة، أخذت في الاعتبار مستوى الفريق، وأداء اللاعبين، والتطلعات المستقبلية للإدارة، خاصة مع اقتراب انتهاء الموسم الكروي والاستعداد لموسم جديد يتطلب إعادة ترتيب الأوراق على مستوى الجهاز الفني.

يُعد جورجي جيسوس من أبرز الأسماء التدريبية في أوروبا والشرق الأوسط، حيث يمتلك سجلًا تدريبيًا حافلًا، قاد فيه فرقًا كبرى مثل بنفيكا وسبورتنغ لشبونة وفلامنغو، كما حقق بطولة كأس ليبرتادوريس مع النادي البرازيلي.

ولم يخفِ المدرب المخضرم في رسالته الأخيرة تعلّقه بنادي الهلال، إذ عبّر عن فخره بقيادة أحد أعظم أندية آسيا، كما وجه شكره العميق إلى اللاعبين والجماهير والإدارة، مؤكدًا أن الهلال سيظل دائمًا في قلبه.

رحيل جيسوس يفتح الباب أمام إدارة الهلال لاختيار مدير فني جديد يقود المرحلة المقبلة، وسط تكهنات صحفية حول أسماء مرشحة، بعضها من أوروبا وأخرى من أمريكا الجنوبية، وتؤكد مصادر مقربة أن الإدارة تنظر إلى المرحلة القادمة على أنها فرصة لإعادة البناء والتطوير، خاصة مع بقاء العديد من النجوم في التشكيلة الهلالية.

الجماهير من جانبها، انقسمت بين مؤيد لقرار الإقالة باعتباره ضروريًا لعودة الفريق لمساره، وبين من يرى أن المدرب لم يُمنح الوقت الكافي للتأقلم مع التغييرات الكبرى التي طرأت على الفريق مؤخرًا.

سيكون على المدرب القادم مسؤولية كبرى في استعادة توازن الفريق قبل انتهاء الموسم، وخوض المراحل الحاسمة من المسابقات المتبقية، كما ينتظر الهلال استحقاقات محلية وقارية تتطلب جهازًا فنيًا قادرًا على التعامل مع الضغط، وإدارة النجوم، وتحقيق الطموحات.

ومع أن فترة جيسوس قد انتهت، إلا أن اسمه سيظل حاضرًا في ذاكرة جماهير الهلال، بعدما ترك بصمته بتحقيق البطولات، وإرساء أسلوب لعب هجومي يتناسب مع تطلعات "الزعيم الآسيوي".