في رد حاسم على الشائعات التي تصدرت عناوين وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية، نفى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بشكل قاطع وجود أي نية لدى شركة "تسلا" للبحث عن رئيس تنفيذي جديد، مؤكدًا استمراره في قيادة الشركة بنفس الحماسة والطموح، وذلك بعد تزايد التكهنات حول احتمال تنحيه عن منصبه لصالح شخصية إدارية جديدة بسبب ضغوط السوق وتحديات الأداء الأخيرة.
وجاء تصريح ماسك كرد مباشر على تقرير صحفي أشار إلى أن مجلس إدارة تسلا بدأ بشكل غير رسمي في دراسة خيارات متعددة لتعزيز القيادة التنفيذية، وهو ما اعتبره البعض تمهيدًا لمرحلة انتقالية قد تشهد تخلي ماسك عن مهامه اليومية، ولكن ماسك وصف تلك التقارير بأنها "كاذبة تمامًا" و"محاولة لزرع الشك داخل الشركة والمستثمرين"، مشددًا على أن "تسلا" في أوج قوتها وتستعد لمراحل توسع جديدة لا تقل جرأة عن المراحل السابقة.
وتزامن نفي ماسك مع موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن دعمهم لاستمرار ماسك في منصبه، مشيرين إلى أن شخصيته القيادية وقدرته على اتخاذ قرارات جريئة كانت دومًا مصدر قوة للشركة، في حين رأى آخرون أن الفترة الحالية تتطلب من ماسك التركيز بشكل أكبر على "تسلا" خصوصًا مع تزايد التحديات من منافسين مثل "BYD" الصينية وتراجع بعض المؤشرات المالية خلال الربع الأول من العام.
وبالرغم من التحديات الأخيرة التي تشمل انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية في بعض الأسواق وارتفاع تكاليف الإنتاج، أكدت تسلا في بيان داخلي وجهته لموظفيها أنها تواصل تنفيذ خططها التوسعية، وعلى رأسها افتتاح مصانع جديدة في أمريكا وآسيا وتطوير منصة الجيل القادم من سياراتها ذاتية القيادة، ما يشير إلى أن الشركة لا تزال تسير وفق استراتيجيتها الطويلة المدى ولا توجد أي تغييرات إدارية جوهرية مرتقبة في المستقبل القريب.
وتُعد تصريحات ماسك بمثابة رسالة طمأنة للمستثمرين والعاملين في الشركة على حد سواء، إذ أن أي تغييرات على مستوى القيادة في شركة بهذا الحجم قد تؤثر بشكل مباشر على ثقة الأسواق، وهو ما انعكس فورًا بعد تصريح ماسك، حيث سجل سهم تسلا ارتفاعًا طفيفًا في تداولات مساء الجمعة، ما يشير إلى أن النفي الرسمي كان كافيًا لإخماد الشائعات واستعادة جزء من الاستقرار.