أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، عن نتائجها المالية للربع الأول من العام الجاري 2025، مسجلة صافي خسارة بقيمة 1.2 مليار ريال سعودي، مقارنة بخسارة قدرها 1.9 مليار ريال في الربع الرابع من عام 2024، أي بانخفاض نسبته 36%.
ورغم استمرار حالة التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيرها المباشر على الطلب في أسواق البتروكيماويات، إلا أن هذا التراجع في حجم الخسارة يُعد مؤشرًا إيجابيًا على قدرة "سابك" في إدارة أزماتها وتعزيز كفاءتها التشغيلية، ويرى مراقبون أن أداء الشركة خلال هذا الربع يعكس نجاحها في البدء الفعلي في جني ثمار خطط إعادة الهيكلة التي اعتمدتها مؤخرًا.
كما أوضح المهندس عبدالرحمن بن صالح الفقيه، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الخسائر المسجلة ترجع في جزء منها إلى تكاليف غير متكررة ناتجة عن برامج إعادة هيكلة داخلية تم تنفيذها خلال الأشهر الماضية، وهي خطوات وصفها بأنها "ضرورية وفعالة" للارتقاء بكفاءة العمليات وضبط المصاريف العامة.
وقد أشار إلى أن تلك التكاليف المؤقتة ستنعكس إيجابيًا على النتائج المالية المستقبلية، إذ تهدف إلى تقليص التكاليف التشغيلية وتعزيز مرونة الشركة في مواجهة التغيرات السوقية، وأكد المهندس الفقيه أن سابك ماضية في تنفيذ استراتيجية تحسين الأداء المالي مع الحفاظ على مكانتها الرائدة في الأسواق العالمية.
تحدث الفقيه كذلك عن البيئة الاقتصادية العالمية التي ما زالت تتأثر بحالة عدم اليقين، والتي بدورها تسببت في ضعف الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وأضاف أن زيادة المعروض العالمي من البتروكيماويات ساهم في إبقاء الأسعار عند مستويات منخفضة، مما أثر على هوامش الربحية في القطاع.
ورغم تلك التحديات، شدد على أن "سابك" تبذل جهودًا كبيرة لاحتواء تأثير هذه المتغيرات من خلال إعادة تنظيم هياكلها المالية والتشغيلية، وتوسيع استثماراتها في أسواق استراتيجية تدعم النمو المستقبلي.
كما أشاد الفقيه بأداء الشركة في مجال السلامة والصحة والبيئة والأمن، مشيرًا إلى أن الشركة حققت تحسنًا بنسبة 17% في هذا الجانب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن "سابك" تواصل التزامها بأعلى معايير السلامة في الصناعة البتروكيماوية، مما يعزز من موثوقيتها الدولية ويجعلها نموذجًا يُحتذى به في هذا المجال.
أعرب المهندس الفقيه عن ثقته في المرونة المالية التي تتمتع بها "سابك"، موضحًا أن الشركة تملك قدرات قوية على الصمود أمام التحديات العالمية، بفضل سياساتها المالية المحافظة واستراتيجياتها المرنة التي تُمكّنها من الاستجابة السريعة للتقلبات.
وأشار إلى أن الشركة تواصل تنفيذ مبادرات تحسين الأداء وتعزيز الكفاءة التشغيلية في مختلف القطاعات، إضافة إلى تبني تقنيات التحول الرقمي لرفع الإنتاجية وتقليل النفقات دون التأثير على جودة المنتجات.
في ختام كلمته، أكد الفقيه أن "سابك" تعتمد على خطط استراتيجية بعيدة المدى تستهدف التوسع في أسواق جديدة، وزيادة الاستثمارات في مجالات النمو المستقبلي، مثل الصناعات التحويلية والكيمياء المتقدمة والحلول المستدامة.
وأوضح أن الشركة تعمل على تنويع مصادر الإيرادات والتوسع في حلول الاقتصاد الدائري، إلى جانب الاستثمار في الابتكار والبحث والتطوير لتعزيز موقعها الريادي عالميًا، رغم كل التحديات التي تفرضها المرحلة الحالية.