في خطوة نوعية تعكس توجه المملكة العربية السعودية نحو تعزيز دور المرأة في بناء الاقتصاد المعرفي، أعلنت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار عن إطلاق برنامج وطني طموح يحمل عنوان "STEM"، يهدف إلى دعم ريادة المرأة السعودية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، كما يُعد هذا البرنامج أحد المبادرات الرائدة التي تتناغم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، خصوصًا في جانب تمكين المرأة ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل، لا سيما في المجالات ذات الطلب المرتفع عالميًا.
والبرنامج يسعى إلى إعداد الطالبات السعوديات أكاديميًا ومهنيًا للقبول في أفضل 30 جامعة عالمية، في تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، المعروفة اختصارًا بـ"STEM"، ومن خلال بيئة تعليمية متكاملة وداعمة، سيحظى المشاركون في البرنامج بفرص تدريبية متقدمة تهدف إلى تنمية مهاراتهم في البحث العلمي، وتعزيز قدراتهم في العمل على مشاريع تطبيقية ذات طابع عالمي.
كما سيركز البرنامج على تطوير المهارات الأكاديمية والبحثية المتخصصة، مما يمكّن الخريجات من الإسهام الفعّال في قيادة التغيير والابتكار داخل المملكة، ويؤهلهن للمشاركة في صناعة المستقبل ومنافسة النخب العلمية العالمية في أعرق المؤسسات التعليمية والبحثية.
كما يأتي برنامج "STEM" كمبادرة تتبنى أهدافًا استراتيجية متعددة، من أبرزها: تمكين المرأة السعودية لتكون ضمن النخبة العالمية في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات، ودعم مسارات تعليمية مبتكرة تتوافق مع احتياجات الاقتصاد السعودي، إعداد الطالبات لتلبية متطلبات القبول في الجامعات العالمية ذات التصنيف المرتفع، وتعزيز المهارات البحثية والفكر النقدي والقدرة على الابتكار، من خلال التدريب العملي والمشاريع البحثية المتقدمة، وتوفير مسارات مهنية تفتح آفاقًا أوسع للنساء في مجالات علمية وتقنية حيوية.
كما تبدأ المرحلة الأولى من البرنامج في مايو 2025 وتستمر حتى نوفمبر 2026، مما يمنح الطالبات المشاركات فترة كافية للتأهيل الشامل والمتكامل، قبل التقديم للجامعات العالمية والمشاركة في سوق العمل أو المجالات البحثية.
وقد أكد القائمون على البرنامج أن هذه المبادرة ليست فقط مشروعًا تعليميًا، بل رؤية بعيدة المدى تهدف إلى بناء جيل جديد من القيادات النسائية العلمية، وتوفير رأس مال بشري عالي الكفاءة وقادر على الإبداع والمنافسة عالميًا.
وينسجم البرنامج بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتحديدًا في محور "وطن طموح" و"اقتصاد مزدهر"، حيث تشكل الكوادر النسائية المؤهلة علميًا أحد الأعمدة الأساسية لبناء اقتصاد سعودي قائم على المعرفة والابتكار، كما يُعزز البرنامج من مشاركة المرأة في القطاعات الحيوية، ويوفر لها الأدوات اللازمة للمساهمة الفعالة في عملية التنمية المستدامة.
كما أعلنت الهيئة أن التقديم متاح عبر منصتها الإلكترونية، داعية جميع الطالبات السعوديات المهتمات بالمجالات العلمية للتسجيل والاستفادة من هذه الفرصة النوعية، التي قد تغيّر مستقبل الكثيرات وتضعهن في مسارات ريادية عالمية.
