لحظة رعب على طريق الفويلق: "لاندكروزر" تصطدم بـ"شيول" ومواطن ينجو من الموت بأعجوبة
كتب بواسطة: بدور حمادي |

شهدت محافظة القويعية، مساء أمس، حادث سير مروّعًا كاد أن يودي بحياة مواطن، وذلك إثر تصادم مركبته من نوع "لاندكروزر" مع معدة ثقيلة من نوع "شيول"، على الطريق المؤدي إلى هجرة الفيضة بمركز الفويلق، التابع إداريًا لمحافظة القويعية في منطقة الرياض، وأسفر الحادث عن إصابة المواطن بإصابات طفيفة، نُقل على إثرها إلى مستشفى القويعية العام، فيما لم يُصب سائق "الشيول" بأي أذى يُذكر، وتواصل الجهات الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث للوقوف على أسبابه وتحديد المسؤوليات.

وبحسب رواية شهود عيان، فقد وقع الحادث قبيل مغيب شمس يوم أمس، حين كان المواطن يقود مركبته رباعية الدفع على الطريق الفرعي الذي يربط محافظة القويعية بهجرة الفيضة، وهي منطقة زراعية تشهد حركة مرورية محدودة نسبيًا، ووفقًا للمعلومات الأولية، فقد فوجئ السائق بوجود "شيول" يتحرك أمامه على الطريق دون وجود إشارات تحذيرية أو إنارة كافية، وهو ما حال دون قدرته على التوقف في الوقت المناسب لتجنّب الاصطدام، وأدى ذلك إلى ارتطام مقدمة "اللاندكروزر" بمؤخرة الشيول، مما تسبب في تهشم أجزاء من المركبة وارتطام السائق بلوحة القيادة.

وعلى الفور، باشرت الفِرق الأمنية والفرق الإسعافية موقع الحادث بعد تلقيها بلاغًا من مواطنين عابرين للطريق، وتم التعامل مع الحالة بسرعة وفاعلية، حيث جرى نقل المصاب إلى مستشفى القويعية العام، وتبيّن أن حالته مستقرة، مع وجود بعض الكدمات والرضوض في مناطق متفرقة من جسده، وفور وقوع الحادث، حضرت إلى الموقع دوريات المرور والدفاع المدني، وتم تأمين المنطقة وإعادة تنظيم حركة السير التي تعطلت لفترة قصيرة، وشرعت الجهات المعنية في جمع المعلومات وإعداد تقرير أولي عن الحادث، مع الاستماع إلى أقوال الشهود والمعاينة الميدانية لمكان الاصطدام.

وتم التحفّظ مؤقتًا على سائق الشيول، والذي أفاد بأنه كان في طريقه إلى أحد المشاريع القريبة، مؤكدًا أنه كان يقود بسرعته المعتادة ولم يتوقع قدوم مركبة مسرعة من خلفه، ومن جانبه، أشار مصدر أمني إلى أن الحادث ناتج على الأرجح عن انعدام الإشارات التحذيرية على الشيول، خاصة في مثل هذا الطريق المحدود الإضاءة، بالإضافة إلى عدم وجود مرافقة أمنية أو مرورية للمعدة الثقيلة أثناء تنقّلها، وهو ما يشكل مخالفة صريحة لأنظمة السلامة المرورية.

وعبّر عدد من أهالي القويعية والفويلق عن قلقهم المتزايد إزاء تكرار مثل هذه الحوادث على الطرق الفرعية التي تفتقر للإنارة الكافية، والرقابة على حركة الآليات الثقيلة التي تمر وسط مناطق سكنية وزراعية دون إشراف مباشر، وقال المواطن عبد الله العتيبي، وهو أحد سكان الفويلق، إنهم "يعانون منذ سنوات من خطورة مرور معدات ثقيلة على الطريق المؤدي إلى الهجرة، خاصة خلال فترات المساء أو الصباح الباكر"، مشيرًا إلى أن "غياب اللوحات التحذيرية وسوء حالة الطريق يسهمان في وقوع الحوادث بشكل متكرر".

كما أشار المواطن فهد العجمي إلى أن الطريق "يُستخدم بكثافة من قبل السكان والعمالة الزراعية، ويجب على الجهات المعنية فرض رقابة صارمة على حركة الشيولات والمعدات الثقيلة فيه، إلى جانب تحسين بنيته التحتية وتكثيف الإنارة"، ويُذكر أن طريق الفويلق يُعد من الطرق الحيوية التي تربط بين عدد من القرى والهجر الزراعية التابعة لمحافظة القويعية، ويشهد حركة متقطعة من المركبات الخفيفة والمعدات الثقيلة، نظرًا للطبيعة الزراعية للمنطقة ووجود مشاريع تنموية متعددة فيها.

وتعاني هذه الطرق الفرعية من افتقارها إلى البنية التحتية الحديثة، حيث تفتقر إلى إنارة كافية أو وسائل حماية على أطراف الطريق، مما يجعلها عرضة للحوادث، خاصة في الفترات الليلية أو في ظل الأجواء المناخية الصعبة، وسبق أن طالب سكان المنطقة في أكثر من مناسبة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتحسين الخدمات المرورية في المنطقة، من خلال صيانة الطرق الفرعية وتثبيت لوحات إرشادية وتحذيرية، إلى جانب فرض اشتراطات السلامة على سائقي المعدات الثقيلة.

وتعليقًا على الحادث، طالب عدد من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة تفعيل دور المرور في المناطق الريفية، وتكثيف الدوريات المرورية على الطرق الفرعية لمراقبة حركة المركبات الثقيلة، وفرض الغرامات بحق المخالفين، خاصة أولئك الذين لا يلتزمون بإجراءات السلامة الأساسية، كما شددوا على أهمية إلزام سائقي المعدات الثقيلة بوجود مرافقين يحملون إشارات تحذيرية، وضرورة تشغيل الإنارة الخلفية والمصابيح أثناء التنقل، خصوصًا في الطرق غير المضاءة.

وقد نجا المواطن من هذا الحادث بأعجوبة، في مشهد يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول سلامة الطرق الداخلية، وأهمية تطويرها وتكثيف الرقابة عليها، بما يضمن سلامة الأرواح والممتلكات، وتبقى الأنظار متجهة إلى الجهات المختصة لاتخاذ خطوات عاجلة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، وتوفير بيئة مرورية آمنة لجميع مرتادي الطرق، لا سيما في المناطق النائية والزراعية التي تشهد نموًا سكانيًا ملحوظًا وتزايدًا في الحركة اليومية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار