أعلنت جماعة الحوثي، مساء الأحد، عن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة قالت إنها تأتي ردًا على توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وأكدت الجماعة أنها ستواصل استهداف مطارات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها مطار بن غوريون الدولي، مشددة على أن اليمن لن يقبل ما وصفته بالاستباحة المستمرة للأراضي العربية.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي المصنفة ارهابياً، العميد يحيى سريع، إن قواته قررت فرض حصار جوي فعلي على الكيان الإسرائيلي من خلال استهداف المطارات بشكل متكرر، ودعا شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل بشكل فوري حفاظًا على سلامة طواقمها وطائراتها، معتبرًا أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيقابل بتصعيد يمني مفتوح لن يتوقف عند حدود الجغرافيا التقليدية.
هذا التصعيد اليمني جاء متزامنًا مع إعلان رسمي من هيئة البث الإسرائيلية بشأن نتائج التحقيقات الأولية حول فشل الدفاعات الجوية في التصدي لصاروخ حوثي أصاب مطار بن غوريون، حيث أرجع جيش الاحتلال الخلل إلى فشل في الصاروخ الاعتراضي المستخدم في منظومة "ثاد" الأمريكية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن منظومة "حيتس" الإسرائيلية لم تكن وراء الخطأ، كما أشار متحدث عسكري إلى أن المنظومات الدفاعية رصدت الصاروخ بالفعل لكن خللًا تقنيًا حال دون اعتراضه.
وفي تصريحات غاضبة، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم، محملًا إيران المسؤولية عن دعم الحوثيين، وقال عقب مشاورات أمنية إن إسرائيل سترد في الوقت والمكان المناسبين وبالأسلوب الذي تراه ملائمًا، واعتبر أن ما وصفه بالعدوان الحوثي لن يمر دون عقاب، مستشهدًا بموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أكد في تصريحات سابقة أن كل الهجمات التي تطلقها الجماعة مصدرها إيران بشكل مباشر.
وسارع عدد من شركات الطيران العالمية إلى الإعلان عن تعليق أو إلغاء رحلاتها الجوية إلى تل أبيب عقب الهجوم الصاروخي الأخير، وهو ما أثار قلقًا في الأوساط الاقتصادية والسياحية داخل إسرائيل، خاصة بعد أن كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن أن الصاروخ الحوثي اخترق أربع طبقات من أنظمة الدفاع الجوي وسقط في قلب مطار بن غوريون محدثًا حفرة عمقها 25 مترًا، وأدى إلى موجة انفجارات ضخمة نتيجة الرأس الحربي الكبير الذي كان يحمله.
وبحسب الإسعاف الإسرائيلي، أسفر الانفجار عن إصابة 8 أشخاص، فيما تم إجلاء عدد كبير من المدنيين وإغلاق محيط المطار لساعات، كما هرعت فرق الأمن والإطفاء إلى موقع الانفجار وسط حالة من الاستنفار الشامل، فيما دعا الإعلام العبري إلى فتح تحقيقات فورية حول فاعلية أنظمة الدفاع الجوي خاصة بعد تجاوز الصاروخ لمنظومات متعددة دون اعتراض فعال.
