الملحم يفتح أرشيف التاريخ ويدافع عن عالمية النصر.
بعد تتويج الأهلي بلقب آسيا للنخبة: الملحم يفتح أرشيف التاريخ ويدافع عن "عالمية النصر"
كتب بواسطة: حسن بكري |

في خضم الأجواء الاحتفالية التي رافقت تتويج نادي الأهلي السعودي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه، اندلع جدل واسع في الأوساط الرياضية السعودية، بعد تداول تغريدات وتصريحات اعتبرها البعض "إسقاطات" على نادي النصر وتاريخه القاري، وبينما احتفى الأهلاويون بالإنجاز الجديد، دخل الناقد الرياضي المعروف عادل الملحم على خط النقاش، حاملاً في جعبته وثيقة تاريخية أعاد من خلالها التذكير بمنجز سابق لنادي النصر على الساحة الآسيوية.

ونشر الملحم، المعروف بدفاعه المستمر عن نادي النصر، عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" صورة نادرة لتذكرة مباراة نهائي كأس السوبر الآسيوي التي جمعت بين النصر السعودي وبوهانغ الكوري الجنوبي، والتي أقيمت في العام الهجري 1419، على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وكتب الملحم معلقاً على الصورة: "بعض الإنجازات لا تُمحى من الذاكرة، حتى وإن حاول البعض تجاهلها".

وهذه الخطوة اعتُبرت بمثابة رد مباشر على سلسلة من التغريدات التي أطلقها الإعلامي الرياضي أحمد الشمراني، والتي أشار فيها إلى غياب اسم النصر عن قائمة الأندية المتوجة ببطولة النخبة الآسيوية، في سياق إشادته بإنجاز الأهلي الذي تُوّج مؤخراً بلقب البطولة.

وكتب الشمراني في تغريدته المثيرة للجدل: "الأهلي حسمها.. بطل النخبة الآسيوية، والاسم موجود في السجل الذهبي"، مضيفاً: "البعض يرفع شعارات القارة وهو لا يظهر في قوائمها التاريخية"، وهو ما فُهم على نطاق واسع أنه تلميح إلى النصر، لا سيما أن حديثه جاء عقب تتويج الأهلي بشكل مباشر، ووسط جدل قديم يتجدد دوماً بشأن "العالمية" و"الزعامة" في تاريخ الأندية السعودية آسيوياً.

وقد لقيت تصريحات الشمراني تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الجماهير بين مؤيد ومستنكر، إذ رأى أنصار الأهلي أن من حقهم الاحتفاء بالإنجاز الجديد، والتذكير بأن ناديهم بات ضمن قائمة أبطال القارة، بينما اعتبر أنصار النصر أن في الأمر محاولة لطمس إنجازاتهم السابقة، خاصة وأن النصر كان أول نادٍ سعودي يشارك في كأس العالم للأندية عام 2000، بعد تتويجه بكأس السوبر الآسيوي.

ولم يكتفِ عادل الملحم بدوره بنشر التذكرة فقط، بل أعاد التذكير بسياق تلك البطولة، مؤكدًا أن النصر حقق لقب السوبر الآسيوي بعد فوزه على بوهانغ، ما منحه بطاقة العبور لتمثيل القارة في أول نسخة رسمية من كأس العالم للأندية، وهو ما يُعد -بحسبه- تتويجًا حقيقيًا على الصعيد القاري، لا يقل أهمية عن دوري النخبة بمسماها الحديث.

وأوضح الملحم في تصريح لاحق: "التاريخ لا يمكن أن يُكتب على هوى أحد، النصر له سجل مشرف، وهو أول عالمي من آسيا، وهذا لا يُسقطه تتويج نادٍ آخر أو تعليق من هذا الإعلامي أو ذاك"، وواصل: "لكل نادٍ تاريخه الذي يفتخر به، ولكن يجب أن نحترم إنجازات الآخرين بدلًا من التقليل منها أو محاولة طمسها".

والجدل القائم لا ينفصل عن السياق الأوسع للتنافس المحتدم بين الأندية السعودية، والذي يتجاوز المستطيل الأخضر ليطال الجدل الإعلامي والجماهيري، خصوصاً بين قطبي العاصمة الرياض والناديين الكبيرين في جدة، ويعود هذا التوتر إلى سنوات طويلة من التنافس الرياضي والاحتكاكات الجماهيرية، التي كثيرًا ما تشتعل بسبب تصريحات أو مواقف إعلاميين محسوبين على هذا النادي أو ذاك.

ويُذكر أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كان قد استحدث بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة مؤخرًا، لتكون النسخة المتقدمة من البطولة القارية، وتتنافس فيها الأندية الكبرى التي تحظى بتصنيف عالٍ، وتتويج الأهلي بها يُعد خطوة مهمة في مسيرته، كونه وضع اسمه رسميًا في سجل الأبطال، بعد سنوات من محاولات الوصول إلى اللقب القاري الكبير.

وفي هذا السياق، أعربت جماهير الأهلي عن فخرها بتحقيق هذا اللقب، واعتبرته "نقطة تحوّل" في تاريخ النادي، خصوصاً بعد سلسلة من الإخفاقات القارية التي لاحقته في السنوات الماضية، وبالمقابل شدد مشجعو النصر على أن "العالمية لا تُشترى بل تُنتزع"، وأن ناديهم حقق ما لم يحققه غيره في مطلع الألفية الجديدة، حين مثل قارة آسيا في المحفل العالمي.

وبين هذا وذاك، يبقى التتويج القاري للأندية السعودية إنجازًا وطنيًا يُحسب للجميع، مهما اختلفت زوايا الرؤية والانتماء، ولكن يبدو أن الجدل حول "العالمية" و"الريادة القارية" سيبقى حاضرًا، ما دامت جماهير الكرة السعودية تتابع المشهد بعين العاشق، ولسان المنافِس، وقلب لا يهدأ إلا ببطولة جديدة تُكتب في دفتر المجد.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار