تشهد الولايات المتحدة الأميركية أزمة غير مسبوقة في قطاع البحث العلمي، نتيجة التخفيضات الحادة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ميزانيات المؤسسات العلمية الكبرى، ما أدى إلى تراجع جاذبية البلاد كمركز عالمي للابتكار والتطوير .
وفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيتشر" العلمية، ارتفعت طلبات العلماء الأميركيين للحصول على وظائف في الخارج بنسبة تقارب 33% خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق . كما أظهر استطلاع للرأي أن 75% من العلماء والباحثين يفكرون جديًا في مغادرة الولايات المتحدة، مع تفضيل دول أوروبا وكندا كوجهات بديلة.
تأتي هذه التطورات في ظل تقليصات كبيرة في التمويل الفيدرالي للبحث العلمي، حيث تم إلغاء عشرات الآلاف من المنح البحثية من قبل المعهد الوطني للصحة والمؤسسة الوطنية للعلوم . وقد انخفضت المنح الجديدة المقدمة من المعهد الوطني للصحة بحوالي 2.3 مليار دولار لهذا العام، وهو ما يمثل انخفاضًا يقارب الثلث.
هذا التراجع في الدعم المالي يؤثر سلبًا على قدرة الولايات المتحدة على جذب المواهب العلمية من الخارج، حيث تشير البيانات إلى أن 35% من الحاصلين على جائزة نوبل كانوا مهاجرين تجنسوا بالجنسية الأميركية . كما أن أكثر من 55% من الشركات الأميركية الناشئة التي تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر أسسها أميركيون مهاجرون.
بالإضافة إلى ذلك، انخفضت طلبات الالتحاق بالمؤسسات الأميركية من الخارج بنسبة 41% منذ بداية العام الجاري، مما يشير إلى تراجع حاد في جاذبية الولايات المتحدة كمركز للتعليم والبحث العلمي .
في ظل هذه الظروف، يحذر الخبراء من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى فقدان الولايات المتحدة لمكانتها الريادية في مجال البحث العلمي والابتكار، مما قد يكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد والتقدم التكنولوجي في المستقبل.