شنت الولايات المتحدة، فجر الاثنين، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات أخرى، في تصعيد مفاجئ يأتي في أعقاب إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن فرض حصار جوي على إسرائيل، وقالت وسائل إعلام تابعة للجماعة إن الطائرات الأميركية نفذت ما لا يقل عن 21 غارة في الساعات الأولى من اليوم، ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا كحصيلة أولية.
وفي تفاصيل الغارات، ذكرت المصادر أن العاصمة صنعاء تعرضت لضربات جوية استهدفت مناطق متفرقة بينها عطان وبني مطر والملكة في بني حشيش، كما تم استهداف شارع الأربعين في منطقة سعوان التابعة لمديرية شعوب، بالإضافة إلى شارع المطار – الروضة في مديرية بني الحارث، وسط حالة من الذعر سادت بين السكان المحليين الذين أفادوا بسماع دوي انفجارات عنيفة هزّت أحياء واسعة من المدينة.
وامتدت الضربات الأميركية إلى محافظة صعدة شمالي البلاد، حيث سُجّلت ثلاث غارات على المناطق الشرقية للمدينة، كما طالت الغارات مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، في حين استهدفت غارتان مديرية رغوان بمحافظة مأرب الواقعة في وسط اليمن، وهي مناطق تعتبرها واشنطن معاقل رئيسية لتحركات الجماعة المسلحة.
ويأتي هذا التصعيد الأميركي بعد يوم واحد من تنفيذ ضربات جوية أخرى استهدفت مواقع حيوية غرب البلاد، حيث أعلنت جماعة الحوثي أن جزيرة كمران وميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة تعرّضا لقصف مباشر، ما يعكس توجهًا أميركيًا لتكثيف الضغط العسكري على الجماعة في ضوء تصاعد عملياتها الإقليمية التي أثارت قلقًا واسعًا.
وكانت جماعة أنصار الله قد أعلنت، مساء الأحد، فرض "حصار جوي شامل" على إسرائيل، مهددة بتكرار استهداف مطاراتها وعلى رأسها مطار بن غوريون، وقال المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، إن التصعيد يأتي ردًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ودعا شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها نحو إسرائيل حماية لسلامة طواقمها وطائراتها.
ويُشار إلى أن صاروخًا أُطلق من اليمن قد سقط في وقت سابق على مطار بن غوريون قرب تل أبيب، محدثًا حفرة عميقة وسط المطار، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، ما أثار موجة من الاستنفار العسكري والأمني في إسرائيل التي أعلنت عن فتح تحقيق عاجل في فشل الدفاعات الجوية، وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الصاروخ الحوثي اخترق أربع منظومات دفاعية قبل أن يسقط في قلب المطار، وهو ما اعتُبر تطورًا غير مسبوق في قدرات الجماعة اليمنية.