أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات التي استهدفت المرافق الحيوية والبنية التحتية في مدينتي بورتسودان وكسلا شرقي جمهورية السودان، محذرةً من التداعيات الخطيرة لهذه الأفعال التي تهدد الاستقرار الإقليمي والأمنين العربي والأفريقي، جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السعودية مساء أمس الأحد.
وأكدت الوزارة أن المملكة تتابع بقلق بالغ التصعيد العسكري المتواصل في السودان، وتعتبر استهداف المناطق المدنية والمرافق الخدمية تصعيدًا غير مبرر من شأنه أن يزيد معاناة الشعب السوداني الشقيق ويؤدي إلى المزيد من الدمار والاضطرابات، كما شددت على ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات القتالية، وتغليب صوت الحكمة والعقل من أجل الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة السودانية.
وفي البيان نفسه، جدّدت المملكة موقفها الثابت من الأزمة السودانية، داعية إلى حل سياسي شامل يقوم على الحوار السوداني ـ السوداني، ويحترم سيادة السودان ووحدة أراضيه، كما أكدت أن الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال دعم المؤسسات الوطنية وتمكينها من أداء دورها، بما يضمن الأمن والاستقرار والتنمية للشعب السوداني الذي يعاني منذ أشهر طويلة من ويلات الحرب والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية.
وشددت السعودية على رفضها القاطع لكافة أشكال الانتهاكات التي تطال المدنيين والمرافق العامة، مؤكدة على ضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه في إعلان جدة لحماية المدنيين، والذي جرى توقيعه في 11 مايو 2023، برعاية سعودية ـ أميركية مشتركة، ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط جدية على الأطراف المتصارعة من أجل تنفيذ بنود الإعلان وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق دون عوائق.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تفاقم الأوضاع الميدانية في السودان، حيث تزايدت حدة الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما تحاول المملكة عبر جهود دبلوماسية مكثفة دعم مسار السلام وتوفير الحماية للمدنيين بما يتماشى مع سياستها الإقليمية الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.