في إطار الجهود الأمنية المتواصلة التي تبذلها وزارة الداخلية لتعزيز أمن الحدود ومكافحة تهريب المواد المخدرة، نجحت دوريات حرس الحدود البرية في منطقتي جازان وعسير خلال الأيام الماضية في تنفيذ عمليتين نوعيتين أسفرتا عن ضبط كميات كبيرة من نبات القات المخدر والقبض على 35 مهرباً مخالفاً لنظام أمن الحدود، ويأتي ذلك في سياق خطط إدارة حرس الحدود الرامية إلى حماية الحدود الجنوبية للمملكة من محاولات التهريب وإحباط أي نشاطات تخريبية تستهدف المساس بأمن المجتمع واستقراره.
في قطاع الدائر بمنطقة جازان أفادت المصادر الأمنية بأن دوريات حرس الحدود تمكنت من رصد مجموعة من المهربين أثناء محاولتهم نقل شحنة ضخمة من نبات القات عبر أبعد المناطق النائية على الحدود، وبعد متابعة دقيقة عبر أجهزة المراقبة الأرضية والجوية، داهمت الدوريات مَن كانوا على متن سيارات دفع رباعي، وتمكنت من ضبط 792 كيلوجراماً من نبات القات المخدر، والقبض على 31 مخالفاً من الجنسية الإثيوبية، وقد باشرت الجهات المختصة الإجراءات النظامية الأولية معهم، قبل تسليمهم والمضبوطات إلى النيابة العامة لاستكمال إجراءات المحاكمة.
في قطاع الربوعة بمنطقة عسير كررت دوريات حرس الحدود نجاحها في إحباط محاولات تهريب القات، حيث داهمت مجموعة من المهربين أثناء محاولتهم نقل 49 كيلوجراماً من نبات القات في إحدى الطرق الفرعية الوعرة واعتقلت أربعة مخالفين من الجنسية الإثيوبية على الفور بعد مطاردة قصيرة مكنت الدوريات من محاصرتهم، وفي ذات القطاع أحبطت الدوريات محاولة ثانية لتهريب شحنة إضافية من القات وزنها 250 كيلوجراماً، ليصل إجمالي المضبوطات في عسير إلى 299 كيلوجراماً.
أكد المتحدث الرسمي لحرس الحدود أن هذه العمليات النوعية تأتي ضمن سلسلة من الجهود المكثفة التي تنفذها القوات البرية بالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى، مشدداً على أن نجاح هذه العمليات يعبّر عن يقظة كبيرة وقدرة تقنية عالية لدى منسوبي حرس الحدود، الذين يواصلون التدريب والتجهيز اللازمين لمواجهة مختلف أشكال التهريب، وأضاف أن الميادين الحدودية تشهد حركية كبيرة في موسم التهريب خصوصاً مع تزايد الطلب على نبات القات من بعض الممرات غير الشرعية، لكن يقظة الدوريات حالت دون وصوله إلى الأسواق.
على صعيد ميداني أشاد عدد من المواطنين والمقيمين بدور حرس الحدود في حفظ الأمن وضبط المخالفين، معبرين عن تقديرهم للجهود الميدانية الميدانية والمراقبة الدقيقة التي تحول دون تسلل المهربين إلى العمق الوطني، وقال أحد الأهالي إن هذه العمليات تعكس حرص قيادة المملكة على أمن وسلامة المجتمع، وتبرز عزم الأجهزة الأمنية على التصدي لكل محاولات المساس بأمن البلاد مهما كانت الخطط والأساليب المستخدمة.
من جانبه أوضح خبير أمني أن مكافحة تهريب المخدرات تتطلب تكامل الجهود بين القوات البرية والبحرية والجوية، إضافةً إلى التعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، مثل الجمارك والأمن العام، لتأمين المنافذ البرية والبحرية والجوية، وأكد أهمية استمرار تطوير التقنيات المستخدمة في المراقبة والكشف عن المحاولات التهريبية، بما في ذلك الكاميرات الحرارية والطائرات المسيّرة، والأجهزة الكاشفة عن المواد المخدرة.
تؤكد هذه الضبطيات على الجدوى من الجهود التي قامت بها إدارة حرس الحدود مؤخراً لتعزيز آليات التدريب والتأهيل، وتطبيق خطط الطوارئ لمواجهة التهريب بوسائله المتعددة، ويأتي ذلك في إطار تنفيذ التوجيهات السامية التي تؤكد أهمية صون أمن الحدود وحماية المجتمع من المخاطر الناتجة عن انتشار المخدرات، وضبط المخالفين وتقديمهم للجهات القضائية المختصة.
بهذه النجاحات النوعية يثبت حرس الحدود السعودي مرة أخرى كفاءته العالية وجاهزيته الدائمة لحماية الحدود، وهو ما يبعث برسالة واضحة إلى المهربين بأن خططهم الخبيثة ستصطدم بيقظة وبأس حماة الوطن، وأن أي محاولة للتهريب ستلقى مصيراً حاسماً عبر الأيدي الأمنية المتخصصة.