الرئيس التركي أردوغان مع رئيس الوزراء  اللبناني
أردوغان أبلغ ميقاتي: ضبطنا شحنة بيجر مفخخة قبل وصولها إلى بيروت
كتب بواسطة: سوسن شرف |

كشفت تقارير إعلامية تركية، اليوم الثلاثاء، أن جهاز الاستخبارات التركي (MIT) أحبط محاولة تهريب شحنة من أجهزة النداء اللاسلكي "البيجر" المفخخة إلى لبنان، في عملية أمنية سرية جرت أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، ضمن ما وصفته المصادر بـ"جهود إقليمية لقطع طرق تهريب التكنولوجيا المتفجرة".

وبحسب ما أفادت به مواقع إخبارية محلية، فإن الشحنة التي تم ضبطها في مدينة إسطنبول كانت تضم حوالي 1300 جهاز بيجر، كانت معدّة للإرسال إلى لبنان عبر طرق معقدة تشمل شركات وهمية موزعة بين دول أوروبية وآسيوية، مثل بلغاريا، المجر، هونغ كونغ، وتايوان.

وأشارت التقارير إلى أن إحباط العملية جاء بعد أيام قليلة من تفجيرات وقعت في لبنان باستخدام أجهزة بيجر من النوع ذاته، اتهمت السلطات حينها جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلفها، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 37 شخصًا وإصابة ما يقرب من 3000 بجروح، معظمهم في مناطق تابعة لحزب الله اللبناني.

وتشير التحقيقات إلى أن تركيا أصبحت محطة عبور رئيسية لهذه الأجهزة خلال مسار تهريبها، إلا أن جهاز الاستخبارات التركي تحرك فور تلقيه معلومات استخباراتية موثوقة في منتصف سبتمبر، وقام بتفتيش مكثف في المطارات والموانئ، ما أفضى إلى مصادرة الشحنة في 27 سبتمبر/أيلول.

ولم تُكشف تفاصيل إضافية بشأن الجهة التي كانت تقف خلف محاولة التهريب، إلا أن التحليلات الأمنية التركية تربط العملية بمخططات إسرائيلية لاستهداف البنى التحتية أو العناصر المرتبطة بحزب الله في لبنان، باستخدام تقنيات دقيقة يسهل تهريبها ضمن أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم.

وتؤكد التقارير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش القضية مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي خلال محادثة جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث أبلغه باكتشاف الشحنة ومصادرتها، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها جزء من تنسيق أمني تركي-لبناني لمكافحة التهديدات العابرة للحدود.

وكان رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، قد كشف في وقت سابق عن أن الموساد نجح في إدخال أول دفعة من أجهزة البيجر إلى لبنان قبل أسابيع من اندلاع حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي 17 سبتمبر من العام نفسه، فجرت إسرائيل عددًا من هذه الأجهزة التي كانت بحوزة عناصر من حزب الله، تلتها بيوم تفجيرات أخرى استُخدمت فيها أجهزة "آيكوم"، ما أسفر عن مئات الإصابات.

واعتبر برنيع أن "عملية البيجر" شكّلت نقطة تحول في المواجهة غير المعلنة بين إسرائيل وحزب الله، مشيرًا إلى أن استخدامها ساهم في إضعاف شبكات الاتصالات الميدانية للحزب، ووفّر غطاءً استخباراتيًا للهجمات الدقيقة.

في المقابل، لم يصدر عن حزب الله تعليق مباشر بشأن تفجيرات سبتمبر أو الشحنة المضبوطة في تركيا، إلا أن مصادر قريبة من الحزب اعتبرت ما جرى "حلقة جديدة في مسار طويل من الحرب التكنولوجية التي تقودها إسرائيل"، محذّرة من اتساع رقعة المواجهة لتشمل مجالات أمنية غير تقليدية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية على الساحة اللبنانية، مع استمرار التوتر بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود الجنوبية، وتصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة في حال استمرار الهجمات المتبادلة.