الحديدة تحت القصف
الحديدة تحت القصف: غارات إسرائيلية أميركية تودي بحياة مدنيين يمنيين
كتب بواسطة: محمد مكاوي |

ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية الأميركية التي استهدفت، يوم الاثنين، منشآت في محافظة الحديدة غربي اليمن، وسط إدانات إيرانية شديدة اللهجة اعتبرت القصف "جريمة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، التي لا تحظى باعتراف دولي، أن القصف الذي استهدف مصنع أسمنت في مديرية باجل تسبب في مقتل 4 أشخاص وإصابة 42 آخرين، في حصيلة غير نهائية مرشحة للارتفاع، وأفادت مصادر ميدانية أن الهجوم طال أيضاً ميناء الحديدة، أحد أهم الموانئ اليمنية، ما ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قال أحد العاملين في إدارة أرصفة الميناء إن أربع أرصفة تضررت جزئيًا، بينما تضرر رصيف خامس بشكل كامل، مضيفًا أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا في الميناء باستثناء إصابات طفيفة في صفوف الموظفين.

وأعلنت جماعة الحوثي أن ست غارات جوية استهدفت ميناء الحديدة، تزامنًا مع هجوم آخر على مديرية باجل، واتهمت الجماعة ما سمّته بـ"العدوان الأميركي الإسرائيلي" بالوقوف وراء الهجمات، مشيرة إلى أن الضربات جاءت ردًا على إطلاقها صاروخًا باليستيًا نحو محيط مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، أول أمس الأحد.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، شاركت 30 مقاتلة إسرائيلية في تنفيذ الهجوم على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية عسكرية منسقة مع الولايات المتحدة، وادعى الجيش الإسرائيلي أن المواقع المستهدفة تُستخدم لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إيرانية عبر البحر الأحمر.

من جهته، صعّد القيادي الحوثي نصر الدين عامر من حدة الخطاب، محذرًا شركات الطيران العالمية من التوجه إلى "أي مطار في فلسطين المحتلة"، مؤكدًا أن القوات المسلحة اليمنية قد تستهدف تلك المطارات في أي لحظة، في إطار الرد على الغارات الإسرائيلية.

وجاء الرد الإيراني سريعًا، إذ أدانت طهران الغارات على الحديدة بشدة، ووصفتها بأنها "جريمة سافرة" على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفه بـ"التدمير الممنهج" في الدول الإسلامية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

يُذكر أن إيران تُعد من أبرز الداعمين لجماعة الحوثي، التي تندرج ضمن ما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي يضم أيضًا حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، وتعرضت هذه الأطراف الثلاثة لضربات مكثفة من إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلال الأشهر الماضية، نفذ الحوثيون عدة عمليات استهدفت سفن شحن في البحر الأحمر، مؤكدين أن هذه الهجمات تأتي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد الأحد الماضي بالرد على الحوثيين وإيران، متهمًا طهران بدعم مباشر للهجمات التي تستهدف المصالح الإسرائيلية، ومنها القصف الأخير لمطار تل أبيب.