اختارت إدارة نادي النصر السعودي دولة النمسا لتكون المحطة الأولى لمعسكر الفريق الأول لكرة القدم ضمن التحضيرات الخاصة بالموسم الرياضي الجديد الذي ينتظره الجمهور النصراوي بشغف كبير، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة إعداد محكمة تتكون من مرحلتين حيث حدد موعد انطلاق المعسكر في 20 يوليو المقبل ويستمر لعشرة أيام وسط توقعات بأن تكون الأجواء هناك مثالية للتركيز البدني والذهني للاعبين، وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع رغبة الإدارة في منح الفريق أفضل بيئة ممكنة للانطلاق نحو موسم تنافسي قوي بعد موسم طويل من التحديات.
المعسكر النمساوي يمثل المرحلة الأولى فقط من البرنامج الإعدادي، حيث من المنتظر أن تنتقل البعثة النصراوية بعد ذلك إلى دولة أوروبية أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن إذ ما تزال الإدارة تدرس عدة خيارات أوروبية محتملة من خلال مفاضلات دقيقة تشمل المرافق الرياضية والإمكانات التدريبية والظروف الجوية المناسبة للمرحلة الثانية من التحضير الفني والبدني، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن النصر تلقى عرضا مغريا لإقامة المعسكر الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية غير أن المؤشرات الداخلية تظهر أن التوجه العام يميل إلى الاستمرار داخل أوروبا للاستفادة من قرب الوجهات وسهولة التنقل وملاءمة الأجواء الأوروبية لمتطلبات الجهاز الفني بقيادة المدرب.
من الجدير بالذكر أن الفريق النصراوي خاض معسكره التحضيري في الموسم الماضي بين البرتغال وإسبانيا في تجربة امتدت نحو 32 يومًا وحققت حينها نتائج مرضية على مستوى التهيئة العامة للاعبين، حيث شهد المعسكر السابق خوض عدة مباريات ودية ساهمت في رفع مستوى الانسجام بين عناصر الفريق وهو ما تطمح إدارة النادي إلى تكراره هذا الصيف من خلال اختيار محطات أوروبية توفر نفس القدر من الفائدة والاحتكاك الفني مع مدارس كروية مميزة.
فيما يخص الأداء المحلي للفريق هذا الموسم فيحتل نادي النصر المركز الثالث في جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 60 نقطة خلف نادي الاتحاد المتصدر بـ68 نقطة ونادي الهلال الوصيف بـ62 نقطة، ويعد هذا الترتيب مؤقتًا نظرًا لتبقي خمس جولات فقط على ختام المسابقة والتي قد تحمل في طياتها مفاجآت في ظل تقارب النقاط بين الفرق المتصدرة وبقاء المواجهات الحاسمة على جدول المنافسات.
ويستعد الفريق النصراوي لخوض مباراة مرتقبة أمام نادي الاتحاد في الجولة 30 من الدوري حيث تقام المباراة المنتظرة يوم الأربعاء المقبل على أرضية ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض، وتعد هذه المواجهة من أبرز المحطات التي قد تؤثر على شكل المنافسة في القمة إذ يسعى النصر لتقليص الفارق والتمسك بآماله في العودة للمراكز الأولى، بينما يطمح الاتحاد لتعزيز موقعه في الصدارة وسط سباق مشتعل بين الكبار مع اقتراب النهاية.
تضع الإدارة النصراوية كامل ثقتها في الطاقم الفني واللاعبين من أجل تقديم موسم مختلف ومُرضٍ للطموحات الجماهيرية الكبيرة، حيث ترى أن حسن الإعداد خلال المعسكر الصيفي سيكون عاملا فارقا في تحسين الأداء العام وتطوير أسلوب اللعب بالإضافة إلى رفع الجاهزية البدنية للمنافسة على جميع الجبهات المحلية والقارية، كما تولي إدارة النصر اهتمامًا خاصًا بالجانب النفسي والمعنوي للاعبين من خلال اختيار أماكن إقامة ذات طابع هادئ وإعداد برنامج ترفيهي موازٍ يضمن التوازن بين الجدية والراحة.
وتشير التوقعات إلى أن النصر سيُعلن خلال الأسابيع القادمة عن تفاصيل المرحلة الثانية من المعسكر وعن قائمة المباريات الودية المرتقبة، كما ينتظر أن تكشف إدارة النادي عن خططها في سوق الانتقالات الصيفية لتدعيم صفوف الفريق بعناصر جديدة قادرة على إحداث الفارق وإعادة النصر إلى منصات التتويج بعد موسم حافل بالمتغيرات والتحديات.