تشهد عدة مناطق في المملكة العربية السعودية خلال هذه الأيام موجة غبار كثيفة أثارت تساؤلات المواطنين والمقيمين حول أسبابها وتداعياتها المحتملة، وفي هذا السياق، أوضح محلل الطقس في المركز الوطني للأرصاد، عقيل العقيل، أن هذه الظاهرة الجوية تعود إلى تكون عاصفة رملية ناتجة عن رياح هابطة من سحب ركامية رعدية، وذلك تحديدًا فوق أجزاء من منطقة القصيم.
وفي مداخلة إذاعية أجراها عبر أثير إذاعة "العربية إف إم"، قدم العقيل شرحًا تفصيليًا حول هذه الظاهرة، مؤكدًا أن العواصف الرملية من هذا النوع تعتبر شائعة نسبيًا خلال فصل الربيع، وخاصة في الفترات الانتقالية بين الفصول، حين تبدأ المملكة بالتحول التدريجي من أجواء الربيع المعتدلة إلى الأجواء الصيفية الحارة.
وقال العقيل إننا نمر حاليًا بمرحلة انتقالية حرجة بين انتهاء فصل الربيع وبداية فصل الصيف، وهي فترة تتميز بعدم استقرار الطقس، حيث تتشكل سحب رعدية بسرعة ضمن نطاقات محدودة، غالبًا ما تصحبها حبات برد ورياح هابطة قوية تعمل على إثارة الأتربة والغبار، وقد تتطور إلى عواصف رملية كثيفة.
العواصف الرملية تحدث عندما تهب رياح قوية مفاجئة قادرة على رفع كميات كبيرة من الرمال والغبار من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا، وفي هذه الحالة، فإن السبب المباشر هو الرياح الهابطة الناتجة عن التبريد المفاجئ في أسفل السحب الركامية الرعدية، حيث يبرد الهواء المحيط بسرعة نتيجة تساقط المطر أو البرد، ما يؤدي إلى اندفاع الرياح نحو الأرض بقوة، حاملة معها الرمال والأتربة، ومشكّلة ما يُعرف بالعاصفة الرملية أو الترابية.
وأشار العقيل إلى أن هذه الحالة الجوية غير المستقرة ستستمر بشكل متقطع خلال الفترة القادمة، ومن المتوقع أن تمتد حتى الشهر المقبل، وبعد ذلك، ستبدأ ملامح الطقس الصيفي بالظهور بشكل أوضح، خصوصًا على المناطق الشمالية والشرقية والوسطى من المملكة، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع بشكل ملحوظ، وتصبح الأجواء أكثر استقرارًا مع انخفاض في فرص تكون السحب الركامية.
كما نبه العقيل إلى أن المرتفعات الجبلية، لا سيما سلسلة جبال السروات، ستشهد في الفترة المقبلة بدايات موسم السحب الصيفية الممطرة، وهي ظاهرة مألوفة في هذا الوقت من العام، حيث تتشكل السحب بفعل الرطوبة الصاعدة من المناطق المنخفضة، مما ينتج عنه هطولات مطرية متفاوتة قد تكون غزيرة أحيانًا.
وقد وجّه محلل الطقس نصيحة مهمة للجميع بضرورة توخي الحذر من الرياح الهابطة التي يمكن أن تؤدي إلى تشكل عواصف رملية مفاجئة، مشددًا على أهمية تجنّب الأماكن المكشوفة والمعرّضة لمثل هذه الظواهر، واتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات الرسمية، لا سيما أثناء القيادة أو ممارسة الأنشطة الخارجية.
وشدد على أن مثل هذه الظروف الجوية قد تؤثر بشكل مباشر على الرؤية الأفقية، وتزيد من احتمالات وقوع الحوادث المرورية أو المشكلات الصحية، لا سيما لدى مرضى الجهاز التنفسي.
تبقى متابعة نشرات الطقس أولًا بأول، واتخاذ الاحتياطات المناسبة، أحد أهم الوسائل للتعامل مع هذه التغيرات الجوية السريعة التي تميز فترات الانتقال بين الفصول في المملكة.