يمر النجم الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش محترف نادي الهلال السعودي، بفترة حرجة مليئة بالتوتر والضغوط النفسية عقب الإقصاء المرير لفريقه من دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث شكلت الهزيمة القاسية أمام النادي الأهلي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف في نصف نهائي البطولة صدمة لجماهير الزعيم، ومصدرًا لتوتر غير مسبوق داخل أروقة النادي الذي كان مرشحًا بقوة للمنافسة على اللقب القاري خصوصًا في ظل الأسماء الثقيلة التي يضمها في تشكيلته الأساسية.
وفي خضم هذه الأحداث المتلاحقة، كشفت تقارير إعلامية إيطالية صادرة عن موقع “laziochannel” أن سافيتش يعيش واحدة من أصعب لحظاته الكروية منذ قدومه إلى الهلال، حيث أكدت التقارير أن إقالة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس جاءت كضربة موجعة للاعب الصربي الذي كان يرى في جيسوس مدربه المفضل ويجد في أسلوبه التكتيكي بيئة مثالية تبرز قدراته الفنية خصوصًا في مركز الوسط الهجومي الذي يتطلب توازنًا دقيقًا بين التحرك الحر والانضباط الخططي.
وكان الهلال قد قرر سريعًا تعيين محمد الشلهوب كمدرب مؤقت للفريق في محاولة لتقليل التداعيات النفسية وإعادة ضبط الأجواء بعد موجة الغضب الجماهيري العارمة التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي وأوساط المشجعين في أعقاب السقوط المفاجئ، حيث يعتبر الشلهوب أحد رموز الهلال التاريخيين ويعتمد عليه كثيرًا في تهدئة النفوس وقيادة الفريق نحو ختام إيجابي للموسم الحالي رغم التحديات المتراكمة.
وبحسب الموقع الإيطالي فإن الإقصاء من البطولة القارية لم يكن مجرد خسارة رياضية بل تحول إلى محطة فاصلة في مسار الهلال هذا الموسم، حيث كانت التطلعات منصبة على تحقيق اللقب وتعويض خيبة النسخة السابقة لكن الانهيار أمام الأهلي أعاد الفريق إلى مربع الحسابات الداخلية وفرض واقعًا جديدًا يتطلب تقييمًا شاملاً للموسم بأكمله وخطة إعادة بناء نفسية وفنية قد تمتد حتى الموسم المقبل.
وفي ظل هذه الأجواء الضاغطة يجد سافيتش نفسه في مرمى التقييم الجماهيري خاصة مع كونه أحد أبرز الصفقات التي أبرمها الهلال في الفترة الأخيرة، حيث شارك اللاعب الصربي في 86 مباراة رسمية منذ انضمامه سجل خلالها 27 هدفًا وصنع 24 تمريرة حاسمة وهي أرقام تعكس حجم تأثيره الهجومي إلا أن بعضها يرى أن قيمته السوقية البالغة نحو 20 مليون يورو تستلزم أداء أكثر استقرارًا في المحطات الحاسمة.
ورغم الإحصائيات الإيجابية التي حققها سافيتش إلا أن مصادر قريبة من النادي تشير إلى أن النجم الصربي يمر بفترة من التأمل الذاتي وسط مؤشرات على عدم ارتياحه للفوضى الفنية التي أعقبت رحيل جيسوس وافتقاد الفريق لهويته المعتادة، حيث بدا سافيتش خلال اللقاءات الأخيرة أقل حيوية وأبطأ في اتخاذ القرارات مما فسره بعض المراقبين بأنه انعكاس لتأثره النفسي بالظروف المحيطة بالفريق.
ويترقب الشارع الهلالي خلال الأيام المقبلة ما إذا كان محمد الشلهوب قادرًا على إخراج الفريق من دوامة الحزن والضغط التي يعيشها حاليًا وإعادة ترتيب الصفوف خصوصًا في ظل الاستحقاقات المحلية المتبقية، حيث يبقى الهدف الأساسي استعادة الروح القتالية وإنهاء الموسم بشكل يحفظ هيبة الفريق ويقلل من حدة الانتقادات الموجهة للاعبين والإدارة على حد سواء.
ويبقى السؤال المطروح هل سيستعيد سافيتش بريقه تحت قيادة مؤقتة أم أن مرحلة الشك ستطول وتعجل بقرارات مستقبلية قد تغير من ملامح مشروع الهلال للموسم القادم، خاصة إذا استمر عدم الاستقرار الفني وتزايدت المطالب الجماهيرية بإعادة هيكلة شاملة تطال بعض النجوم الكبار الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة في الأوقات المصيرية.