مجمع الملك سلمان
مجمع الملك سلمان يعزز حضور اللغة العربية دوليًا عبر برنامج تدريبي
كتب بواسطة: سالي حسنين |

أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالشراكة مع جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في وقف لغة القرآن الكريم برنامجًا نوعيًا بعنوان تأهيل خبراء العربية في العالم، وذلك خلال الفترة من السادس إلى الحادي والثلاثين من شهر مايو لعام 2025 بمشاركة خمسة وعشرين معلمًا من معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها يمثلون ثلاث عشرة جنسية مختلفة، في خطوة تعكس التوجه السعودي المتنامي نحو نشر اللغة العربية وتعزيز حضورها عالميًا من خلال الاستثمار في الكفاءات التعليمية التي تحمل هذا الإرث اللغوي والثقافي العظيم.

وخلال حفل الافتتاح أوضح نائب الأمين العام للمجمع الدكتور إبراهيم بن محمد أبانمي أن هذا البرنامج يأتي ضمن جهود المجمع في دعم المبادرات الدولية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، حيث يركز البرنامج على تأهيل المعلمين ذوي الكفايات التخصصية المؤثرة وتمكينهم من أدوات التعليم الحديثة بما يتوافق مع احتياجات العصر ومتطلبات التدريس المعاصر مؤكدًا أن الاستثمار في المعلمين هو حجر الأساس في عمليات نشر اللغة وتطوير مخرجات تعليمها في مختلف أنحاء العالم، كما أشاد بالشراكة المؤسسية مع جامعة الملك عبدالعزيز التي لعبت دورًا مهمًا في تصميم وتنفيذ هذا البرنامج المتميز.

من جهته ألقى رئيس جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طريف بن يوسف الأعمى كلمة أكد فيها التزام الجامعة بالإسهام في تطوير مهارات معلمي اللغة العربية حول العالم من خلال برامج تدريبية متخصصة تستند إلى أحدث الأساليب والتقنيات التربوية، مشيرًا إلى أن التعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يجسد شراكة استراتيجية تهدف إلى رفع كفاءة التعليم وتعزيز نشر اللغة العربية على المستوى الدولي بما يتماشى مع رؤية المملكة في تمكين اللغة العربية عالميًا.

ويستهدف البرنامج تأهيل قيادات تعليمية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال بناء كفاياتهم التخصصية وتوسيع آفاقهم المهنية وربطهم بالممارسات الحديثة المتبعة في مؤسسات التعليم السعودية، حيث يعتمد البرنامج على منهجية تعليمية متعددة الأبعاد تجمع بين التأصيل العلمي والتطبيق العملي والتفاعل الثقافي.

ويتضمن البرنامج عددًا من المحاور الأساسية من بينها محاضرات علمية يقدمها نخبة من المتخصصين في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها إضافة إلى زيارات ميدانية لجامعات ومعاهد متخصصة تتيح للمشاركين الاطلاع على التجارب التعليمية الرائدة، كما يشمل البرنامج جلسات تدريبية عملية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى تعزيز مهارات التواصل والتمكن اللغوي إلى جانب جلسات تقييم النظير التي تشجع على تبادل الخبرات بين المشاركين وتوسيع المدارك المهنية لدى كل معلم.

ويعد هذا البرنامج امتدادًا لسلسلة من المشروعات التي ينفذها المجمع في مجال تأهيل خبراء تعليم اللغة العربية، حيث يمثل أحد مكونات الخطة الإستراتيجية التي يسعى من خلالها المجمع إلى رفع جودة التعليم اللغوي وتوسيع أثر اللغة العربية في مختلف البيئات الدولية من خلال دعم الكفاءات التعليمية القادرة على تمثيل اللغة العربية بصورة احترافية ونشرها في مجتمعاتها الأصلية.

وينتظر أن يسهم هذا البرنامج في تزويد المشاركين بالمعارف والأدوات التربوية الحديثة التي تساعدهم في تطوير أدائهم داخل الفصول الدراسية، كما يفتح لهم آفاقًا جديدة للتعاون مع مؤسسات التعليم السعودية ويوفر لهم بيئة تعليمية ثرية تتنوع فيها الثقافات وتتلاقى فيها الخبرات، وهو ما يعزز فرص توسيع شبكة العلاقات التعليمية والتفاعل مع النهج السعودي المتطور في تعليم اللغة العربية.

ويجمع الخبراء على أن مثل هذه المبادرات تمثل رافدًا حقيقيًا في مسار تمكين اللغة العربية على المستوى العالمي خاصة إذا ما اقترنت بالمتابعة والدعم المؤسسي المستمر، حيث تؤكد المملكة العربية السعودية من خلال هذا النوع من البرامج أنها ماضية في تعزيز مكانة لغتها الأم بوصفها عنصرًا أساسيًا في الهوية والثقافة ومكونًا فاعلًا في الحوار الحضاري الدولي.