طالب مقررو الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم بتدخل دولي فوري لوقف ما وصفوه بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، محذرين من أن تصاعد الفظائع في المنطقة يمثل مفترق طرق أخلاقيًا ملحًا للمجتمع الدولي، جاء هذا النداء بعد تصاعد حدة الصراع، واستمرار القصف والحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وأشار الخبراء إلى أن استخدام التجويع كسلاح حرب ومنع وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تدمير الموارد الطبيعية والبنية التحتية الأساسية، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعد جريمة حرب تستوجب المحاسبة، واعتبروا أن هذه الممارسات تدخل ضمن الجرائم ضد الإنسانية وتستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لمنع المزيد من الانتهاكات.
وفي بيانهم، دعا 35 مقررًا أمميًا إلى وقف القتل المستمر للمدنيين في غزة، وإنهاء انتهاكات الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، مؤكدين أن الإجراءات الحالية تتسبب في صنع مجاعة وجفاف وانتشار الأمراض في المنطقة، في ظل غياب تام لأي محاسبة للمسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كما شدد الخبراء على ضرورة تفكيك نظام الفصل العنصري المفروض على الفلسطينيين، وتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
وأضاف البيان أن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 15 عامًا، إلى جانب الهجمات المتكررة وتدمير البنية التحتية المدنية، أدى إلى خلق أزمة إنسانية حادة، حيث يعاني سكان القطاع من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصرف الصحي.
وطالب الخبراء بضرورة تقديم مرتكبي الجرائم في غزة إلى العدالة، ومحاسبتهم أمام المحاكم الدولية، مؤكدين أن إفلات الجناة من العقاب يشجع على تكرار هذه الانتهاكات، ويهدد بإدامة دوامة العنف والمعاناة في المنطقة.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ملموسة لوقف التصعيد في غزة، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بفرض عقوبات ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، بما يضمن احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين من العنف المتواصل.
وفي الوقت ذاته، تتصاعد المطالب بضرورة فتح تحقيقات مستقلة وشفافة في الانتهاكات المرتكبة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة، في محاولة لتخفيف معاناة السكان واستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية في القطاع المحاصر.