تلقى فريق الفتح الأول لكرة القدم ضربة موجعة بعد إعلان إصابة لاعب الوسط الشاب، صهيب الزيد، بقطع في الرباط الصليبي، ما يرفع عدد اللاعبين الذين تعرضوا لهذه الإصابة المؤلمة في الموسم الرياضي الجاري إلى تسعة، في مؤشر مقلق يعكس تزايد هذه الحالات في الملاعب السعودية، وجاءت الإصابة خلال تدريبات الفريق في الأيام الماضية، استعدادًا لمواجهة الوحدة المقبلة في دوري روشن السعودي، قبل أن يعلن النادي الشرقي، عبر حسابه الرسمي في منصة إكس، تأكيد إصابة اللاعب الشاب وخضوعه لعملية جراحية مرتقبة.

ويبلغ صهيب الزيد من العمر 20 عامًا، وكان قد التحق بصفوف الفتح في سبتمبر 2024 قادمًا من الأهلي بعقد يمتد لأربعة مواسم، بعد فترة إعارة ناجحة من نادي الهلال، وتميّز الزيد بأسلوب لعبه المتقن في مركز خط الوسط، ما جعله أحد أبرز المواهب الواعدة في الكرة السعودية، خاصةً لما يمتلكه من قدرة على التمرير الدقيق وصناعة الفرص.

التحق الزيد بتدريبات الفريق الفتحاوي في بداية الموسم الحالي، وتمكن من حجز مكان له في التشكيلة تدريجيًا، حيث شارك في 29 مباراة رسمية مع الفريق، منها 28 مباراة في دوري روشن ومباراة واحدة في كأس الملك، بإجمالي 1903 دقائق لعب، وعلى الرغم من عدم تسجيله لأي هدف، إلا أنه أسهم في صناعة ثلاثة أهداف، وحصل على ثلاث بطاقات صفراء، ما يعكس دوره الحيوي في الربط بين الخطوط وتوزيع الكرات.

وتأتي إصابة صهيب الزيد لتنضم إلى سلسلة من الإصابات المشابهة التي طالت عددًا من نجوم الأندية السعودية هذا الموسم، حيث سبقه إلى ذات الإصابة كل من سامي النجعي (النصر)، محمد فوزير (الرائد)، حسين الصبياني، كيم سيونج جيو (الشباب)، نواف العزيزي (الوحدة)، عبد الباسط هوساوي (ضمك)، سلمان الفرج (نيوم)، وهيثم عسيري (القادسية)، بالإضافة إلى لاعب من دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، ما يعكس اتساع رقعة هذه الإصابة التي تعتبر من الأصعب في الملاعب الكروية.

ويعيد هذا التزايد الملحوظ في حالات الرباط الصليبي إلى الواجهة العديد من الأسئلة حول برامج الإعداد البدني والوقاية الطبية في الأندية السعودية، وسط دعوات متزايدة لتطوير منظومة التأهيل البدني والاهتمام بالفحوص الدورية، خاصة مع ضغط المباريات وكثافة الجدول الزمني للمنافسات، كما يسلّط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاعبون الشباب، خصوصًا مع دخولهم في أجواء المنافسات القوية بشكل مبكر.

صهيب الزيد الذي بدأ مسيرته مع الفريق الأول لنادي الهلال عام 2021، تدرج في الفئات السنية وتمكن من لفت الأنظار بموهبته، قبل أن يحظى بفرصة الانتقال إلى الفتح، الذي فعّل بند شراء عقده بعد انتهاء فترة الإعارة، الأسبوع الماضي فقط، وجاء هذا القرار بعد تألقه الملفت في المباريات الأخيرة، ليشكل صدمة كبيرة لإدارة النادي وجماهيره بعد إعلان إصابته.

وتتجه الأنظار الآن إلى مرحلة العلاج والتأهيل التي سيخضع لها الزيد، والتي قد تمتد من ستة إلى تسعة أشهر، ما يعني غيابه عن بقية الموسم وربما عن بداية الموسم المقبل أيضًا، ويتمنى محبو اللاعب عودته السريعة إلى الملاعب، خاصة أنه لا يزال في بدايات مسيرته ويملك مقومات تؤهله لمستقبل واعد في الكرة السعودية.