انفجرت جماهير الأهلي السعودي في احتفالات عارمة ليلة السبت بعدما حقق ناديهم حلماً طال انتظاره 39 عاماً، متوجاً بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخه، وعلى أرض ملعب الجوهرة المشعة الذي اكتظ بـ60 ألف مشجع، تغلب "الراقي" على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين نظيفين، ليضيف إنجازاً تاريخياً إلى خزائن الكرة السعودية، ونجح المدرب الألماني ماتياس يايسله في كتابة التاريخ مع الأهلي السعودي بعدما فرض سيطرة مطلقة على مجريات المباراة النهائية التي أقيمت في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، وجاءت البداية المثالية بهدف صاروخي من البرازيلي ويندرسون غالينو في الدقيقة 35، تلاه هدف من رأسية الإيفواري فرانك كيسييه في الدقيقة 42، ليؤمن الفريق تقدمه قبل نهاية الشوط الأول.
كان للبرازيلي روبرتو فيرمينو دور محوري في صناعة الانتصار، حيث قدم تمريرتين حاسمتين أسفرتا عن هدفي المباراة، ليتوج بجائزتي أفضل لاعب في النهائي والبطولة، مؤكداً قيمته الاستثنائية مع "القلعة الخضراء" منذ انضمامه إليها قادماً من ليفربول الإنجليزي، ويكتسب هذا التتويج أهمية استثنائية لعدة أسباب، أبرزها أن الأهلي أصبح خامس فريق في تاريخ البطولة ينهي المشوار دون أي هزيمة، منضماً إلى نخبة الأندية الآسيوية التي حققت هذا الإنجاز، كما يأتي بعد محاولتين سابقتين فاشلتين في نهائي 1986 أمام دايمو كورين الياباني، ونهائي 2012 أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي.
الطريق نحو اللقب لم يكن مفروشاً بالورود بالنسبة للأهلي، إذ تخطى غريمه التقليدي الهلال بفوز مثير 3-1 في نصف النهائي، مستفيداً من عامل الأرض والجمهور الذي رافقه في الأدوار الإقصائية التي استضافتها مدينة جدة، وبرز الحارس السنغالي إدوارد ميندي كأحد أبطال المشوار الآسيوي، إذ حصد جائزة أفضل حارس في البطولة بعد أدائه الاستثنائي، مشكلاً مع الثلاثي الدفاعي المتألف من السعودي عبد الباسط المجرشي والتركي ميريه ديميرال والبرازيلي روجر إيبانيز حائط صد منيع أمام هجمات المنافسين، وتميزت المباراة النهائية بالمستوى الفني العالي من الفريقين، حيث أظهر الأهلي روحاً قتالية عالية وتكتيكاً محكماً حرم الفريق الياباني من الوصول إلى مرماه طوال الـ90 دقيقة.
يعزز هذا الفوز رصيد الأندية السعودية في البطولة القارية بلقب سابع، ويؤكد تفوقها على المستوى الآسيوي، كما يمثل النهائي المواجهة الختامية الرابعة بين الأندية السعودية واليابانية، حيث سبق للهلال الفوز على أوراوا ريد دايموندز في نهائي 2019، بينما تفوق الفريق الياباني في نسختي 2017 و2023، وشكل الفوز أيضاً تتويجاً لمسيرة مميزة للأهلي في البطولة، حيث قدم مستويات ثابتة منذ بداية المنافسات، وتألق عدد من نجومه، خاصة رياض محرز الذي سجل 9 أهداف وصنع 8 في مشوار البطولة، متصدراً قائمة هدافي الفريق.
مع هذا التتويج التاريخي، بات الأهلي على موعد مع تمثيل القارة الآسيوية في كأس العالم للأندية المقبلة، وهو ما يضع الفريق أمام تحد جديد للمنافسة على الساحة العالمية، ويبدو أن "الراقي" يسير بخطى ثابتة نحو تأسيس عصر جديد من الهيمنة المحلية والقارية، تتماشى مع طموحات المملكة في مجال الرياضة وخططها لتطوير كرة القدم السعودية، ومع وجود نخبة من النجوم العالميين في صفوفه، يتطلع الأهلي لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب، خاصة مع الاستقرار الفني الذي يشهده الفريق تحت قيادة يايسله والدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به.