تحقيقات الجيش الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر 2023
صدمة إسرائيلية: تحقيق الجيش يكشف إخفاقاتها في مواجهة طوفان الأقصى
كتب بواسطة: حكيم حميد |

نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد 4 مايو 2025، تقريرًا رسميًا شاملًا يتناول تحقيقاته في أحداث السابع من أكتوبر 2023، المعروفة بعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، كما أقر التحقيق بإخفاقات منهجية على المستويات الاستخباراتية والعسكرية والأمنية، ووصف ما حدث بأنه "فشل ذريع" في حماية المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وقد كشف التقرير عن ثغرات كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية، حيث لم تتمكن الأجهزة الأمنية من توقع الهجوم رغم وجود مؤشرات مسبقة، مثل زيادة نشاط حماس التدريبي قرب الحدود، وأشار التقرير إلى أن قادة فرقة غزة قدموا تقارير مقلقة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي قبل أسابيع من الهجوم، لكنها لم تُترجم إلى إجراءات وقائية فعالة.

تناول التحقيق تفاصيل دقيقة عن الساعات الأولى للهجوم، حيث تمكنت قوات حماس من اختراق الحدود في 119 موقعًا، مستخدمةً تكتيكات غير متوقعة مثل المظلات الطائرة والشاحنات المدرعة، أوضح التقرير أن فرقة غزة العسكرية كانت في حالة "تغييب" خلال الساعات الأولى، مما سمح للمسلحين باجتياح 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية، أقر الجيش بأن افتراضاته الخاطئة حول قدرات حماس، إلى جانب الاعتماد المفرط على السياج الحدودي، ساهما في انهيار المنظومة الأمنية، كما كشف عن غياب خطط طوارئ لمواجهة هجوم بري واسع النطاق، مما أدى إلى تأخر الاستجابة العسكرية حتى منتصف النهار.

ركز التقرير على الحادثة المأساوية في كيبوتس بئيري، حيث أطلقت دبابة إسرائيلية النار على منزل يحتجز فيه رهائن، مما أسفر عن مقتل 13 إسرائيليًا، وصف التحقيق هذا الحدث بأنه "إهمال مؤلم"، مشيرًا إلى غياب أولويات واضحة للقوات في الميدان، أشار التقرير إلى أن القوات الجوية فوجئت بقدرات حماس اللوجستية، حيث لم يكن لديها خطة للتعامل مع هجوم جوي بمظلات، كما أن غالبية الضباط كانوا في إجازات بسبب عطلة عيد الفصح اليهودي، مما زاد من الفوضى.

أثار التقرير جدلًا واسعًا داخل إسرائيل، حيث دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقلة تشمل الحكومة والجيش، متهمًا حكومة بنيامين نتنياهو بمحاولة التهرب من المسؤولية، من جانبه، طالب وزير الدفاع يوآف غالانت بتحقيق شامل يشمل الجميع، بما في ذلك رئيس الوزراء، لكنه واجه معارضة من الوزراء اليمينيين مثل إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش، الذين يرون أن التحقيقات تُضعف الجيش خلال الحرب، يُنظر إلى هذا التقرير على أنه محاولة لاستعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي، الذي لا يزال يعاني من صدمة الأحداث.

يُعد هذا التحقيق الأول من نوعه الذي يُنشر للعامة، حيث كانت التقارير السابقة محاطة بسرية تامة، ومن المتوقع أن يتبعه تحقيقات أخرى تتناول مواقع مثل كيبوتس نيريم وسديروت، أكد الجيش أن الهدف من التحقيقات هو استخلاص الدروس وإصلاح المنظومة الأمنية، لكن المحللين يرون أن تداعيات هذه الإخفاقات ستظل تلقي بظلالها على المشهد السياسي والعسكري في إسرائيل لسنوات.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار