في خطوة نوعية تؤكد الحضور القوي لشركات الطاقة الإماراتية في أسواق المال العالمية، أعلنت شركة "أدنوك مربان سكوك ليمتد" عن استكمال إصدارها الأول من شهادات الصكوك المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار دولار أمريكي، ويأتي هذا الإصدار ضمن إطار برنامج الصكوك الدولية الذي أطلقته الشركة بغرض تنويع مصادر تمويلها واستقطاب مستثمرين جدد من الأسواق العالمية، بما يعكس نهجًا استراتيجيًا مدروسًا من مجموعة أدنوك نحو التوسع المالي والاستثمار طويل الأجل.
الشركة المصدِرة "أدنوك مربان آر إس سي المحدودة" والمملوكة بالكامل لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، تُعد الجهة الملتزمة قانونيًا بالصكوك والمُصنَّفة ائتمانيًا، كما أنها تمثل الكيان الرسمي المسؤول عن إصدارات سندات الدين الخاصة بالمجموعة في أسواق رأس المال الدولية، وقد تم إدراج الصكوك في سوق الأوراق المالية الدولية في بورصة لندن، وتبلغ مدة استحقاقها حتى 6 مايو 2035، بعائد ربح سنوي ثابت نسبته 4.75% يتم صرفه على أساس نصف سنوي، ما يعكس استقرار العوائد وجاذبية الإصدار.
قد حظي هذا الإصدار بإقبال واسع من قبل المستثمرين خاصة من أسواق التمويل الإسلامي الرئيسية في إشارة واضحة إلى الثقة المتنامية في القوة الائتمانية لشركة أدنوك واستراتيجيتها المستقرة عبر مختلف دورات أسعار السلع والطاقة، وتم تسعير الصكوك في 28 أبريل 2025 بهامش إصدار من بين الأدنى في المنطقة بالنسبة للسندات الإسلامية، كما سجّل أدنى هامش سعر لإصدارات الشركات بالدولار الأمريكي التي تتجاوز فترة استحقاقها عشر سنوات، مما يعكس مستوى الثقة العالي من المستثمرين بالمجموعة الإماراتية.
يمثل هذا الإصدار حجر أساس جديد في مسيرة التمويل طويل الأمد لشركة أدنوك ويعد استكمالاً لسلسلة من العمليات المالية الناجحة التي بدأتها الشركة في السنوات الأخيرة، من بينها إصدار سندات عالمية متوسطة الأجل في سبتمبر 2024، وتوقيع اتفاقية تسهيل "التمويل الأخضر" في يونيو 2024، ويُنتظر أن يتم توجيه صافي العائدات من هذا الإصدار لتمويل الأغراض العامة للمجموعة، دعمًا لمشروعاتها الحيوية ونموها المستقبلي في مجالات الطاقة والتوسع الصناعي المستدام.
تعكس التصنيفات الائتمانية المرتفعة التي حصلت عليها "أدنوك مربان" قوة مركزها المالي، حيث حصلت على تصنيف "Aa2" من موديز، و"AA" من وكالتي ستاندرد آند بورز وفيتش، وهو ما يتماشى مع تصنيف المساهم الرئيسي للشركة، حكومة إمارة أبوظبي، كما نالت الصكوك نفسها تصنيفات ائتمانية مبدئية مماثلة، مما يعزز من ثقة المستثمرين في جودة الورقة المالية وجدارتها على المدى الطويل.
تولى "ستاندرد تشارترد" مهمة التنسيق العالمي والإشراف على هيكلة الصكوك، فيما شاركت مجموعة من البنوك الإقليمية والعالمية في دور مديري الدفاتر الرئيسيين للإصدار، من بينها "أبوظبي الإسلامي" و"دبي الإسلامي" و"أبوظبي الأول" إلى جانب بنوك دولية كبرى مثل "مورغان ستانلي"، و"ميتسوبيشي يو إف جي"، و"سوميتومو ميتسوي المصرفية"، فضلاً عن "المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص"، ويؤكد هذا التعاون مع مؤسسات مالية مرموقة على الثقة العالمية في خطط أدنوك التمويلية وقدرتها على إدارة إصدارات مالية كبرى بكل احترافية وكفاءة.