في خطوة جديدة نحو تعزيز الهوية التاريخية والثقافية لمنطقة القصيم، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، اجتماع فريق عمل حوكمة المواقع التاريخية بالمنطقة، وذلك بمقر الإمارة اليوم، حضر الاجتماع ممثلو الجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث تم مناقشة سبل تطوير وتنظيم جهود توثيق المواقع التراثية، بما يضمن استدامتها وإبرازها كجزء من الهوية الوطنية.
خلال الاجتماع، دشن سموه مبادرة "حصر المواقع التاريخية"، التي تهدف إلى رصد وتوثيق كافة المواقع التاريخية والتراثية المنتشرة في أرجاء منطقة القصيم، تسعى المبادرة إلى إنشاء قاعدة بيانات شاملة تتكامل فيها جهود الجهات المعنية، بهدف حماية هذه المواقع والحفاظ على قيمتها التاريخية والتراثية، بما يعزز من مكانتها كمكونات أصيلة في نسيج التراث الوطني السعودي.
وأشار سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل في كلمته خلال الاجتماع إلى أهمية توثيق هذا الإرث الثقافي العريق الذي تحتضنه منطقة القصيم، موضحًا أن الحفاظ على المواقع التاريخية لا يقتصر فقط على الحماية المادية، بل يمتد ليشمل تعزيز الوعي بأهميتها التاريخية والثقافية لدى الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأوضح سموه أن العمل المنهجي والمؤسسي في توثيق هذه المواقع يمثل الأساس لأي جهود مستقبلية تسعى للحفاظ عليها أو تأهيلها أو تطويرها كمواقع سياحية وثقافية، وأكد على أهمية استخدام التقنيات الحديثة والبرامج المتقدمة في عمليات التوثيق، بما يسهم في تعزيز الكفاءة وتحقيق نتائج دقيقة وموثوقة.
كما نوه سمو الأمير إلى الدور التكاملي بين الجهات الحكومية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية الطموحة تولي أهمية كبيرة للحفاظ على التراث الوطني وإبرازه كأحد عناصر القوة الوطنية، وأكد على ضرورة تعزيز الشراكة بين كافة الجهات لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء.
من جانبهم، أكد أعضاء فريق العمل المشاركون في الاجتماع على التزامهم بالمضي قدمًا في تنفيذ هذه المبادرة، مثمنين الدعم الكبير الذي يقدمه سمو الأمير لتحقيق أهداف المبادرة، ومشددين على أهمية تكامل الجهود لتحقيق نتائج ملموسة.
وفي ختام الاجتماع، أعرب سمو الأمير فيصل بن مشعل عن تقديره للجهود المبذولة، داعيًا إلى الاستمرار في هذا النهج التكاملي الذي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من المبادرة، ويعزز من دور منطقة القصيم كمركز ثقافي وتاريخي رائد في المملكة.