"الأكاديميتان الصحية والوطنية لتقنية المعلومات" توقعان اتفاقية تعاون لتنمية الكفاءات السعودية الموهوبة
كتب بواسطة: محمد صالح |

في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الرعاية الصحية الرقمية، وقّعت الأكاديمية الصحية التابعة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية، اتفاقية تعاون مشترك مع الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات، بهدف دعم وتأهيل الكوادر الوطنية الموهوبة، وتوفير بيئة تعليمية وتدريبية متطورة تلبي متطلبات التحول الرقمي في القطاع الصحي بالمملكة، وجرت مراسم توقيع الاتفاقية في مقر الهيئة الرئيسي بمدينة الرياض، بحضور عدد من مسؤولي الجهتين، حيث وقع الاتفاقية من جانب الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الرئيس التنفيذي للأكاديمية الصحية الأستاذ أحمد بن حسن الشمراني، ومن جانب الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات الرئيس التنفيذي الأستاذة نورا بنت محمد الشيخ.

وتهدف الاتفاقية إلى توحيد الجهود بين المؤسستين لتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتطوير مناهج تعليمية متخصصة في الرعاية الصحية الرقمية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية وورش عمل تستهدف بناء القدرات وصقل المهارات لدى الكوادر السعودية في هذا القطاع المتنامي، كما تسعى الاتفاقية إلى تطوير معايير التسجيل والتدريب للموظفين العاملين في هذا المجال الحيوي، بما يضمن توافق تلك المعايير مع أفضل الممارسات العالمية.

وتتضمن الاتفاقية عدة محاور رئيسية تشمل: إعداد مناهج تعليمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الرعاية الصحية، وتطوير برامج تدريبية مشتركة تغطي مجالات الصحة الرقمية المتنوعة، وتنفيذ ورش عمل لبناء القدرات الفنية والإدارية، وتوفير خدمات تدريب مجتمعية موجهة للمواطنين الموهوبين من مختلف الخلفيات المهنية، ودعم خطط التوطين في القطاع الصحي الرقمي، من خلال تدريب الكفاءات الوطنية وتأهيلها لسوق العمل.

وأكد الطرفان أن الاتفاقية تمثل نموذجًا فعّالًا للشراكة بين الجهات التعليمية والتدريبية لتحقيق أهداف وطنية في مجالات الابتكار والتطوير المهني، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، خصوصًا في ما يتعلق برفع جودة الرعاية الصحية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية للمنشآت الصحية، وتوسيع نطاق التحول الرقمي في تقديم الخدمات الصحية، ومن جانبه، صرّح الأستاذ أحمد الشمراني بأن هذه الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة متكاملة لإعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي، وقال: "نحن نؤمن أن الاستثمار في الموهبة الوطنية هو أحد أعمدة نجاح أي منظومة صحية متطورة، وهذه الشراكة مع الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات ستسهم في تطوير برامج تعليمية وتدريبية تتماشى مع احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية".

وفي السياق ذاته، أعربت الأستاذة نورا الشيخ عن سعادتها بتوقيع الاتفاقية، مشيرة إلى أن التعاون مع الأكاديمية الصحية يعزز من قدرة المؤسستين على تقديم محتوى تدريبي عالي الجودة ومواكب لأحدث التقنيات، وأضافت: "نحن حريصون على أن نكون جزءًا من رحلة التحول الوطني في مجال الصحة الرقمية، وسنعمل معًا لإلهام المتدربين وتشجيعهم على الابتكار والنمو وتبادل الخبرات"، وتأتي هذه الاتفاقية في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تسارعًا ملحوظًا في خططها للتحول الرقمي في مختلف القطاعات، وعلى رأسها القطاع الصحي الذي يُعد من أكثر القطاعات حيوية وتأثيرًا في جودة الحياة، وتُعد الرعاية الصحية الرقمية من الركائز الأساسية لتحقيق أهداف برنامج تحول القطاع الصحي الذي يندرج تحت مظلة رؤية السعودية 2030، والذي يسعى إلى تطوير نموذج صحي شامل ومستدام يركز على الوقاية والابتكار.

ويعد الذكاء الاصطناعي من أبرز أدوات التغيير في هذا السياق، حيث يسهم في تسريع تشخيص الأمراض، وتحسين دقة العمليات الجراحية، وتوفير رعاية صحية استباقية وفعالة، وهو ما يتطلب وجود كفاءات وطنية متخصصة ومؤهلة في هذا المجال، وتُظهر هذه الاتفاقية أهمية تفعيل الشراكات بين الجهات التعليمية والتدريبية لضمان بناء منظومة صحية رقمية مستدامة تعتمد على كوادر سعودية تمتلك المعرفة والمهارات التقنية المتقدمة، كما تسلط الضوء على دور الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في دعم الممارسين الصحيين وتأهيلهم لمواكبة التحولات المتسارعة في القطاع.

ويُنتظر أن تسفر هذه الشراكة عن برامج نوعية تسهم في سد الفجوة المعرفية والتقنية في سوق العمل، خاصة في ظل الطلب المتزايد على تخصصات الصحة الرقمية، والاعتماد المتنامي على الحلول التقنية والذكية في إدارة الخدمات الصحية، وتمثل اتفاقية التعاون بين الأكاديمية الصحية والأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات خطوة نوعية نحو تمكين الكوادر الوطنية وتوفير بيئة تعليمية وتدريبية متقدمة، تسهم في تعزيز جاهزية المملكة لتبني تقنيات المستقبل في القطاع الصحي، وفي ظل الدعم الحكومي المتواصل للتنمية البشرية والتحول الرقمي، تُعد هذه المبادرات تجسيدًا عمليًا لرؤية المملكة في بناء مجتمع صحي ذكي، يقوده أبناء الوطن بكفاءة واقتدار.