الزراعة المستدامة
استدامة جازان توزع 155 ألف شتلة وتدرب آلاف المزارعين
كتب بواسطة: محمد صالح |

حقق فرع المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة استدامة في منطقة جازان إنجازات ميدانية نوعية تعكس التوجه الوطني نحو تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع نطاق الزراعة الحديثة في المملكة، حيث نفذ الفرع حزمة من المبادرات التطويرية التي استهدفت المزارعين وقطاع الزراعة المحلي وركزت هذه المبادرات على رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاستدامة البيئية وتوسيع قاعدة الفواكه الاستوائية التي تناسب طبيعة المنطقة الزراعية.

وفي خطوة ملموسة نحو التنوع الزراعي وزع المركز أكثر من 155 ألف شتلة فاكهة استوائية على مزارعي المنطقة شملت أنواعًا مثل المانجو والبابايا والأناناس والجوافة، وهو ما ساعد في تعزيز فرص الإنتاج المحلي وتوسيع التنوع المحصولي في جازان بشكل يتماشى مع خطط المملكة لتقليل الاعتماد على الواردات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى الطويل.

كما استفاد أكثر من 4 آلاف مزارع ومزرعة من الخدمات والبرامج التدريبية التي قدمها فرع المركز والتي هدفت إلى رفع مهارات المزارعين وتزويدهم بالمعرفة العلمية والتقنية في مجالات الزراعة الحديثة من خلال دورات وورش عمل مكثفة غطت أساليب الري الذكي وتحسين التربة والتسميد المتوازن وإدارة المحاصيل إلى جانب تعزيز مفهوم الزراعة المستدامة وتقنيات التحكم البيئي التي تضمن استمرارية الإنتاج في ظروف مناخية مختلفة.

وفي إطار دعمه للإنتاج الزراعي المستدام قدم المركز أكثر من 21 ألف تحليل للتربة والمياه للمزارعين وهي خدمة علمية أساسية تسهم في تحديد احتياجات المزارع بدقة من المغذيات وتساعد على ضبط استهلاك المياه والأسمدة وتقليل الهدر في الموارد الطبيعية، حيث يتم من خلال هذه التحاليل بناء خطة زراعية دقيقة لكل مزرعة تضمن لها إنتاجًا عالي الجودة وبأقل التكاليف.

وتُعد هذه الإنجازات امتدادًا لرؤية استدامة التي تقوم على تحسين الإنتاج الزراعي وتحقيق التوازن بين النمو الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث يعمل المركز من خلال فروعه المنتشرة في مختلف المناطق على نشر ثقافة الممارسات الزراعية الصحيحة وتطوير سلاسل القيمة الزراعية في مختلف المحاصيل بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

وقد أكد مسؤولو المركز أن هذه الجهود الميدانية في منطقة جازان تمثل نموذجًا للتكامل بين البحث العلمي والتطبيق العملي في خدمة القطاع الزراعي المحلي مشيرين إلى أن التعاون الوثيق مع المزارعين كان له الدور الأكبر في إنجاح هذه المبادرات وأن المركز سيواصل العمل على توسيع برامجه لتشمل محاصيل جديدة وتقنيات أكثر تقدمًا خلال المرحلة المقبلة.

كما أشاروا إلى أن الفواكه الاستوائية التي تم توزيعها تتمتع بجدوى اقتصادية عالية وقيمة غذائية كبيرة وأن زراعتها في منطقة مثل جازان تعد خيارًا استراتيجيًا لما تتمتع به من مناخ ملائم وتربة خصبة مما يجعلها بيئة مثالية لتوسع زراعة هذه الأنواع التي تشهد طلبًا متزايدًا في الأسواق المحلية والدولية.

وتسهم برامج التحليل الزراعي والتدريب التقني التي ينفذها المركز في تحسين مخرجات الإنتاج وتقليل التكاليف وزيادة العائد الاقتصادي للمزارعين، كما أن هذه البرامج تعزز من قدرة صغار المزارعين على الدخول في منظومة الزراعة الذكية والتحول نحو استخدام تقنيات تعتمد على البيانات والدقة في اتخاذ القرار الزراعي.

ويتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحويل جازان إلى واحدة من أهم مناطق إنتاج الفواكه الاستوائية في المملكة خلال السنوات القادمة لا سيما مع تزايد الاهتمام الحكومي بتمكين المزارعين وتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم لنجاحهم واستمرارهم في السوق الزراعي المحلي.

ويعد مركز استدامة أحد الأذرع الفاعلة في تطوير القطاع الزراعي بالمملكة حيث يركز على البحث والتطوير وتقديم الحلول المستندة إلى العلم لدعم المجتمعات الزراعية ورفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية وتحقيق أعلى مردود اقتصادي ممكن من خلال الزراعة.