شهد اليوم انطلاق أعمال الجناح السعودي خلال فعاليات معرض أثينا الدولي DEFEA للمرة الأولى وسط اهتمام واسع من الوفود العسكرية والصناعية، حيث تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية بمشاركة الهيئة العامة للتطوير الدفاعي والشركة السعودية للصناعات العسكرية في خطوة تعكس تصاعد حضور المملكة على الساحة الدولية في مجالات التصنيع العسكري والتقنيات الدفاعية الحديثة.
وقد شهد اليوم الأول من المعرض حضور محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي ورئيس أركان القوات البرية الفريق الركن فهد بن سعود الجهني إلى جانب القائم بأعمال السفارة السعودية لدى الجمهورية الهيلينية مهند نبيل البصراوي الذي رافق الوفد السعودي في جولته الرسمية داخل الجناح.
وخلال الجولة اطلع الوفد الزائر على أبرز ما يقدمه الجناح السعودي من تقنيات وأنظمة دفاعية متطورة تمثل جانبًا من الطفرات النوعية التي يشهدها قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، كما تم استعراض حزمة من الشراكات الاستراتيجية التي تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات التصنيع الدفاعي وتوطين المعرفة التقنية بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
وأكد المهندس أحمد العوهلي أن هذه المشاركة تأتي لتعكس المكانة الاستراتيجية المتقدمة للمملكة في قطاع الصناعات الدفاعية مبينًا أن الجناح السعودي يهدف إلى إبراز البيئة الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها المملكة في هذا القطاع الحيوي من خلال استقطاب الشركاء والمستثمرين الدوليين وتمكين الشركات الوطنية السعودية من تحقيق الريادة والتوسع الإقليمي والدولي مشددًا على التزام المملكة بتوطين أكثر من 50% من الإنفاق العسكري بحلول عام 2030.
ويعد الجناح السعودي في معرض أثينا منصة وطنية متكاملة تسلط الضوء على منظومة السياسات والتشريعات التي وضعتها المملكة لتطوير القطاع الدفاعي، كما يتيح للزوار والمستثمرين الإطلاع على الحوافز المتعددة التي تقدمها المملكة لتسهيل بيئة الأعمال في قطاع الدفاع، حيث تشمل الحوافز مسارات تمويلية مرنة ودعما فنيا واستشاريا إلى جانب تسهيلات إجرائية عبر رحلة المستثمر التي تضمن سرعة تأسيس وتشغيل الأعمال.
ويستعرض الجناح كذلك البرامج والمبادرات التي تقودها المملكة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي بالإضافة إلى استعراض أحدث المنصات الدفاعية والتقنيات المتقدمة التي تم تطويرها محليًا أو من خلال الشراكات مع أبرز الجهات الدولية بما يعكس مستوى النضج الفني والتقني الذي بلغته الصناعات العسكرية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية.
ويمثل هذا الحضور في معرض دولي مرموق مثل DEFEA نقلة نوعية في استراتيجية المملكة لعرض قدراتها الدفاعية أمام العالم والتأكيد على التزامها بالابتكار المحلي وتطوير كوادرها الوطنية وتعزيز استقلالها في مجال التسليح والدفاع وهو ما يرسخ مكانة المملكة كمحور إقليمي مؤثر في مجال الصناعات الدفاعية.
كما تأتي هذه المشاركة في إطار الجهود السعودية المتواصلة للترويج لرؤية 2030 التي تُشكل خارطة طريق شاملة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام يلعب فيه قطاع الصناعات العسكرية دورا محوريا من خلال توفير آلاف الوظائف وتطوير سلاسل التوريد الصناعية والبحثية محليا.
ويؤكد الجناح السعودي في DEFEA على أهمية التعاون الدولي في بناء قطاع صناعات دفاعية حديث ومتطور، حيث شهد المعرض توقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات الشراكة التي تستهدف نقل المعرفة وتوطين التقنية وتبادل الخبرات الفنية مما يسهم في رفع جاهزية القوات المسلحة السعودية ويعزز من القدرات الوطنية في التصنيع والدعم اللوجستي.
ومن المتوقع أن يستقطب الجناح على مدار أيام المعرض وفودا دولية من وزارات الدفاع وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في التقنيات الدفاعية التي أبدت اهتماما متزايدا بالدخول في شراكات مع الجانب السعودي والاستفادة من الحوافز والممكنات التي توفرها المملكة ضمن هذا القطاع الحيوي.
وتستمر أعمال الجناح خلال أيام المعرض وسط اهتمام متزايد من الزوار الدوليين حيث يقدم تجربة تفاعلية غنية بالمعرفة ويبرز جهود المملكة المتقدمة في التحول إلى مركز إقليمي لصناعة الدفاع.