وزير التعليم المصري
وزير التعليم المصري: إنهاء الفترات المسائية في الابتدائي خلال ثلاث سنوات
كتب بواسطة: رانية كريم |

أعلن الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، التزام الوزارة الكامل بإنهاء العمل بنظام الفترات المسائية في المدارس الابتدائية خلال فترة زمنية تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة البيئة التعليمية ورفع كفاءة العملية التربوية في مراحل التعليم الأساسي.

جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، الذي ترأسه الوزير لمناقشة ملامح خطة الوزارة للعام الدراسي الجديد 2025-2026، حيث شدد على أن جودة التعليم لا تُقاس بالخطط النظرية أو البرامج المعلنة فحسب، بل تعتمد بشكل جوهري على ما يتم تحقيقه داخل الفصل الدراسي، باعتباره البيئة الحقيقية التي تنعكس فيها جهود التطوير والتحديث.

وأشار الوزير إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه التعليم في مصر هو ارتفاع الكثافة الطلابية في بعض المدارس، الأمر الذي استدعى العمل بنظام الفترات المسائية كحل مؤقت لتوزيع أعداد الطلاب، لا سيما في المناطق ذات الكثافات السكانية العالية، إلا أن هذا الحل المؤقت أثّر على استقرار اليوم الدراسي وفعالية التعلم، ولذلك تعمل الوزارة حاليًا على التخلص التدريجي منه عبر خطة زمنية مدروسة.

وتتضمن الخطة، بحسب ما عرضه الوزير، عددًا من المحاور التنفيذية، أبرزها التوسع في بناء المدارس الجديدة، وصيانة ورفع كفاءة المدارس القائمة، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة في المجتمعات العمرانية الجديدة، وإنشاء فصول تعليمية مرنة ضمن النطاق الجغرافي الذي يشهد ضغطًا في أعداد الطلاب.

وأوضح الوزير أن الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة أثمرت عن مؤشرات إيجابية على أرض الواقع، منها تحقيق نسب حضور مرتفعة بين صفوف الطلاب، وصلت في بعض المناطق إلى ما بين 80% و90% من إجمالي الطاقة الاستيعابية، ما يُعد دليلًا على استعادة الثقة في المدارس الحكومية والعملية التعليمية بوجه عام.

كما لفت إلى أن متوسط الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية انخفض بشكل ملحوظ، بحيث لا يتجاوز حاليًا 50 طالبًا في الفصل الواحد في أغلب المدارس، وهو ما يُعتبر تحسنًا نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، ويمنح مساحة أكبر للتفاعل التربوي والاهتمام الفردي بالطلاب.

وتسعى الوزارة ضمن خطتها للعام الدراسي الجديد إلى إرساء مبادئ الانضباط المدرسي، وتعزيز قيم الانتماء والتحصيل العلمي، مع التركيز على دور المعلم في قيادة الفصل كعنصر محوري في تحقيق جودة التعلم، وأكد الوزير أن الوزارة تعمل بالتوازي على تنفيذ برامج تطوير مهني مستدامة للمعلمين، تستهدف رفع كفاءتهم في التدريس التفاعلي واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم.

من ناحية أخرى، أشاد المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي بجهود الوزارة في تحسين مخرجات التعليم الأساسي، مؤكدًا أهمية استمرارية التعاون مع كافة الجهات المعنية من وزارات وجهات تنفيذية ومحافظات، لضمان توفير الدعم اللوجستي اللازم لتنفيذ خطة إنهاء نظام الفترات المسائية خلال الإطار الزمني المحدد.

وأكد الوزير أن الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 في ما يتعلق بمحور التعليم، من خلال الاستثمار في البنية التحتية التعليمية، وتوفير بيئة مدرسية متكاملة، تُمكّن التلميذ من اكتساب المهارات والمعارف التي تؤهله للمراحل الدراسية التالية، وتبني نهجًا تعليميًا قائمًا على بناء الشخصية والقدرات.

وأشار إلى أن خطة إنهاء الفترات المسائية لا تقتصر على الجانب التنظيمي فقط، بل تشمل جوانب تعليمية ونفسية وصحية تؤثر في جودة تعلم الطفل، إذ أثبتت الدراسات أن انتظام اليوم الدراسي في فترة واحدة يسهم في تعزيز تركيز الطلاب، ويتيح للمعلمين تنفيذ الأنشطة التربوية واللامنهجية التي تُكمل المنهج الأكاديمي.

واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن الوزارة ستعلن خلال الأشهر المقبلة تفاصيل المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة، متضمنةً أسماء المحافظات والمناطق المستهدفة، ونسب الإنجاز، بما يعزز الشفافية ويكفل إشراك المجتمع في متابعة تقدم هذه المبادرة الوطنية.