التوتر الهندي الباكستاني
الجيش الباكستاني يتوعد بالرد بعد ضربات هندية داخل أراضيه
كتب بواسطة: احمد قحطان |

في تطور خطير يعكس تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين، توعد الجيش الباكستاني برد قوي وحاسم على الهجمات العسكرية التي نفذها الجيش الهندي داخل أراضي باكستان، مشيراً إلى أن الرد سيأتي "في الزمان والمكان المناسبين"، في لهجة تصعيدية تعكس تأزم الوضع الأمني في جنوب آسيا.

وأكد بيان صادر عن الجيش الباكستاني، نقلاً عن وسائل إعلام محلية ودولية، أن الرد الباكستاني شمل تنفيذ عملية برية وجوية تستهدف مصادر القصف الهندي، ما يشير إلى دخول المواجهات بين البلدين مرحلة جديدة من الانخراط العسكري المباشر، وسط قلق دولي متزايد من تفاقم الأوضاع.

وقد جاء الرد الباكستاني بعد ساعات من إعلان الجيش الهندي، ليلة الثلاثاء/الأربعاء، عن إطلاق عملية عسكرية ضد ما وصفه بـ"معسكرات إرهابية" داخل باكستان، وأوضح بيان القيادة العسكرية الهندية أن العملية، التي حملت اسم "سيندور"، استهدفت تسعة مواقع تقع داخل الأراضي الباكستانية وفي منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها.

كما أوضح البيان أن الضربات الهندية كانت دقيقة وموجهة، مستهدفة ما وصفته بالبنية التحتية "للإرهاب"، مشيراً إلى أن العملية جاءت رداً على "تهديدات أمنية مباشرة" ومعلومات استخباراتية تفيد باستخدام الأراضي الباكستانية كمنصة لشن هجمات ضد المصالح الهندية.

وقد نقلت وسائل إعلام باكستانية عن مسؤولين أمنيين تأكيدهم أن الجيش الهندي أطلق عدة صواريخ عبر الحدود، استهدفت ثلاث مناطق داخل الأراضي الباكستانية، من بينها مدينة "بهولبور" جنوبي البلاد، حيث أصاب أحد الصواريخ معهدًا دينيًا، وفق ما أفادت به وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة.

وسُمع دوي انفجارات قوية في مناطق متفرقة من كشمير الباكستانية بالتزامن مع تنفيذ العملية، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين، ورفع منسوب التوتر العسكري على طول خط السيطرة الفاصل بين الجانبين في كشمير.

نيودلهي تهدد بوقف تدفق المياه وتزيد من حدة الخطاب السياسي وفي مؤشر على تصعيد إضافي، أعلنت الحكومة الهندية أنها تدرس اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه باكستان، من بينها وقف تدفق المياه في بعض الأنهار المشتركة، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدية وقد تشكل خرقاً للاتفاقات الدولية الخاصة بتقاسم الموارد المائية بين البلدين.

وقال مسؤولون هنود إن الهند "لن تتهاون مع التهديدات الإرهابية القادمة من الأراضي الباكستانية"، متهمين إسلام آباد بـ"دعم وتمويل المجموعات المتطرفة"، وهو ما نفته باكستان مرارًا، مؤكدة أنها تلتزم بمكافحة الإرهاب، وأن الاتهامات الهندية تهدف إلى تبرير عمليات عسكرية غير مبررة.

ويرى مراقبون أن التصعيد الأخير يعيد إلى الأذهان أزمات سابقة بين البلدين، أبرزها مواجهة عام 2019 عقب الهجوم في بولواما وما تبعه من ضربات جوية متبادلة، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة في حال لم يتم احتواء التوتر بالوسائل الدبلوماسية.

ويأتي هذا التصعيد في وقت لا توجد فيه مؤشرات ملموسة على نية الطرفين في تهدئة الموقف، ما يثير قلق المجتمع الدولي من احتمالية انزلاق النزاع إلى مواجهة غير محسوبة، خاصة في ظل امتلاك البلدين للسلاح النووي.

وتطالب عدة جهات دولية بضرورة ضبط النفس، والدعوة إلى الحوار وتفعيل القنوات الدبلوماسية لتفادي انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح، قد تكون تداعياته خطيرة على الاستقرار الإقليمي والعالمي.