في مشهد مفعم بالروحانية والترحيب، استقبلت جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة، اليوم، أولى الرحلات القادمة من جمهورية الصين الشعبية، والتي تحمل على متنها وفدًا من حجاج بيت الله الحرام القادمين لأداء مناسك الحج للعام الهجري 1446هـ.
وتأتي هذه الاستعدادات في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لخدمة ضيوف الرحمن، وتيسير رحلتهم الإيمانية منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم بعد أداء المناسك.
وقد أكدت المديرية العامة للجوازات جاهزيتها الكاملة لاستقبال الحجاج في موسم حج هذا العام، عبر جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مشيرة إلى أن منافذ الدخول تم دعمها بأحدث الأنظمة التقنية وأجهزة التحقق البيومتري، إلى جانب الكوادر البشرية المؤهلة، التي تم تدريبها على أعلى المستويات، بما يضمن إنجاز الإجراءات بسرعة وسلاسة.
وفي مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي تحديدًا، تم تخصيص فرق عمل مدربة بلغات متعددة، منها اللغة الصينية، لتسهيل التواصل مع الحجاج القادمين من الصين، كما تم تجهيز المنصات التقنية بأجهزة متقدمة تتيح فحص وثائق السفر والتأشيرات والتحقق من البيانات البيومترية بكل دقة وأمان.
وقد حرصت جوازات المطار على تقديم الخدمات الإنسانية إلى جانب الخدمات الإدارية، حيث حظي الحجاج القادمون باستقبال يليق بمكانتهم كضيوف لبيت الله الحرام، تضمن تقديم الماء والورود وكتيبات إرشادية بلغاتهم الأم، في رسالة ترحيب تعكس قيم المملكة وحرصها على جعل تجربة الحج تجربة إيمانية سلسة وآمنة.
وقد أعرب عدد من الحجاج الصينيين عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال وسرعة إنهاء الإجراءات، مثمنين جهود المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في تقديم أفضل الخدمات لهم، ومؤكدين أن هذه العناية تعكس مستوى الرقي الذي وصلت إليه منظومة الحج في المملكة.
وكانت المديرية العامة للجوازات قد أعلنت في وقت سابق عن اكتمال استعداداتها لموسم الحج الحالي، وذلك ضمن خطة عمل متكاملة تم تطويرها بالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارات الداخلية والحج والصحة، إضافة إلى الهيئات الرقابية والتنظيمية في المنافذ.
وأكدت الجوازات أن فرقها الميدانية باشرت عملها في المنافذ المختلفة، منذ وقت مبكر، ضمن جدول زمني مرن يراعي كثافة الرحلات وتنوع الجنسيات، وقد تم تعزيز أعداد العاملين وتوزيع المهام وفقًا لاحتياجات كل منفذ، إلى جانب توفير غرف عمليات لمتابعة الأداء والوقوف على أي معوقات قد تطرأ.
كما تُعد المدينة المنورة إحدى المحطات الروحية المهمة التي يحرص العديد من الحجاج على المرور بها قبل التوجه إلى مكة المكرمة لأداء المناسك، حيث يزورون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويؤدون الصلاة فيه، ويقفون على المعالم النبوية والتاريخية التي تزخر بها طيبة الطيبة.
وتعمل السلطات السعودية على تأمين تجربة ميسّرة للحجاج في المدينة المنورة، من خلال توفير خدمات متكاملة في السكن والنقل والرعاية الصحية، بالتعاون مع إمارة المنطقة، ووزارة الحج والعمرة، والهيئة العامة للنقل، ومختلف القطاعات الأمنية والخدمية.
تعكس هذه الجهود مستوى التطور التقني والمهني الذي وصلت إليه خدمات الحج والعمرة في المملكة، وهي جهود تتجدد وتُبذل سنويًا برؤية تطويرية مستمرة، تنطلق من ثوابت دينية وإنسانية، وتهدف إلى تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، في بيئة منظمة وآمنة.
وقد أكد مسؤولون في المديرية العامة للجوازات أن العمل خلال موسم الحج لا يتوقف عند تقديم الخدمة فقط، بل يشمل المتابعة الميدانية والتقييم اللحظي لجودة الأداء، من أجل ضمان رضا الحجاج وتحقيق أعلى المعايير العالمية في إدارة المنافذ الحدودية.
وتُواصل المملكة، بقيادتها الرشيدة، تقديم أفضل ما لديها من إمكانات بشرية وتقنية وتنظيمية في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، مجددة التزامها بأن تظل مكة المكرمة والمدينة المنورة محطتين مضيئتين في مسيرة كل حاج، ونموذجًا مشرفًا للعناية بضيوف الرحمن.