ضبطت قوات أمن الحج في خطوة حاسمة مقيمًا من الجنسية اليمنية ومواطنًا سعوديا إثر قيامهما بالتقدم بطلبات إصدار تأشيرات زيارة لأشخاص من خارج المملكة عبر كيانات تجارية متواطئة معهما، وذلك بغرض تمكينهم من أداء مناسك الحج بطريقة غير نظامية وبما يخالف التعليمات الرسمية المنظمة لشؤون الحج وأمن المشاعر المقدسة، حيث تم الكشف عن هذه المخالفة ضمن الجهود المكثفة التي تبذلها الجهات الأمنية لرصد أي محاولات للالتفاف على أنظمة الدخول إلى مكة المكرمة خلال موسم الحج، وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية سلامة الحجاج وضمان عدالة توزيع التصاريح وتنظيم إدارة الحشود وفق الخطط المعتمدة.
وقد تمت إحالة المقبوض عليهما إلى الجهة المختصة للنظر في مخالفتهما واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهما وفق ما تنص عليه الأنظمة السعودية التي تشدد على ضرورة الالتزام بالتصاريح النظامية لأداء الحج وعدم التلاعب في التأشيرات أو استخدام المسارات المخصصة للزيارات في غير ما خصصت له، وأكد الأمن العام أن مثل هذه التصرفات تعد تجاوزاً خطيراً يعرض المتورطين للمساءلة القانونية ويقوض جهود الدولة في تنظيم الحشود وضمان سلامة الزوار.
وشددت الجهات المعنية على أن العقوبات المقررة في مثل هذه الحالات لا تقتصر على الترحيل أو الإيقاف بل تشمل فرض غرامات مالية تصل إلى مئة ألف ريال على كل من يتورط في إصدار تأشيرات زيارة لأي شخص يحاول أو يقوم بأداء الحج دون الحصول على تصريح نظامي أو يدخل إلى مدينة مكة المكرمة أو يبقى فيها خلال الفترة المحظورة من الأول من شهر ذي القعدة وحتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة وهي الفترة التي تفرض فيها إجراءات أمنية مشددة لضمان تنظيم دخول الحجاج المعتمدين فقط.
ووفقاً للضوابط المعلنة فإن الغرامات تتعدد بحسب عدد الأشخاص الذين صدرت لهم تأشيرات زيارة بغرض غير مشروع في حال ثبتت محاولة أي منهم أداء الحج أو التواجد في المشاعر المقدسة خلال الأيام المحظورة، وهو ما يعني أن العقوبة تتسع لتشمل جميع الأسماء المرتبطة بالقضية وليس فقط من قدم الطلب أو الجهة المتواطئة مما يؤكد حرص الجهات الرسمية على تتبع كل المتورطين في أي محاولة للتحايل أو الإخلال بالأنظمة.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة من الخطوات الصارمة التي تتخذها المملكة لضبط تنظيم الحج وضمان أداء الفريضة في أجواء آمنة ومنظمة تخدم ملايين الحجاج وتمنع الازدحام غير المبرر في مكة المكرمة والمشاعر التي تخضع لإدارة دقيقة وتحكم رقمي متكامل لضمان انسيابية الحركة والسلامة العامة، كما تعكس هذه الضبطيات الجهود الأمنية والاستخباراتية المتواصلة لمنع أي استغلال لموسم الحج من قبل أفراد أو كيانات تسعى لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب النظام والسلامة.
وأهابت الجهات المختصة بجميع المواطنين والمقيمين الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج وعدم التجاوب مع أي جهات أو أفراد يروجون لفرص حج غير نظامية تحت مسمى الزيارة أو غيرها، حيث تم التأكيد أن التهاون أو التواطؤ في مثل هذه القضايا يعرض المخالفين للمساءلة القانونية دون استثناء، كما دعت جميع القادمين من الخارج لأداء مناسك الحج إلى التأكد من صلاحية تصاريحهم عبر القنوات الرسمية وعدم الانسياق خلف العروض الوهمية أو الوسطاء غير المعتمدين.
وتستمر المملكة عاما بعد عام في تطوير منظومة الحج وتعزيز الرقابة على جميع المنافذ والمسارات والمخيمات ضمن خطة شاملة يشرف عليها مختلف القطاعات الأمنية والرقابية والتقنية بهدف تقديم تجربة حج آمنة ومنظمة ومشرفة تعكس الجهود الاستثنائية التي تبذلها الدولة في خدمة ضيوف الرحمن والحرص على تمكينهم من أداء مناسكهم بأمن واطمئنان.