في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم حج هذا العام 1446هـ، أعلن تجمع مكة المكرمة الصحي، عن جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية في مشعر عرفات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وذلك بعد جولة تفقدية موسعة أجراها الرئيس التنفيذي للتجمع، الدكتور حاتم بن أحمد العُمري، على عدد من المنشآت الصحية في المشعر، وشملت الجولة كلاً من مستشفى شرق عرفات، ومستشفى جبل الرحمة، ومستشفى عرفات العام الميداني، ومستشفى نمرة، بالإضافة إلى عدد من المراكز الصحية المنتشرة في مشعر عرفات، حيث اطلع الدكتور العُمري على مستوى جاهزية هذه المنشآت الطبية من حيث التجهيزات الفنية، والكفاءات الطبية والتمريضية، والبنية التحتية الداعمة لخدمة ضيوف الرحمن.
وأكد العُمري، خلال جولته، أن العمل يجري وفق خطة تشغيلية متكاملة تراعي أعلى معايير الجودة وسلامة المرضى، وتستند إلى تجارب ناجحة في إدارة مواسم الحج السابقة، مشيرًا إلى أن التجمع يعمل بشكل تنسيقي مع كافة الجهات المعنية لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة وآمنة، وأوضح الرئيس التنفيذي أن فرق العمل الصحية في عرفات استكملت استعداداتها لاستقبال الحجاج، مشدداً على أهمية التحقق من كفاءة الأجهزة الطبية والتقنيات الرقمية المستخدمة في التشخيص والعلاج، إلى جانب التأكد من توافر الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، بما يضمن الجاهزية القصوى للتعامل مع أي طارئ صحي.
وتُعَد مستشفيات عرفات من بين أبرز المرافق الطبية التي يتم تجهيزها سنويًا بشكل استثنائي لموسم الحج، نظرًا للدور المحوري الذي تقوم به في استقبال الحالات الطارئة والإسعافية في يوم الوقوف بعرفة، أحد أهم أيام مناسك الحج، ويمثل مستشفى جبل الرحمة واحداً من المستشفيات الحيوية القريبة من مواقع تجمع الحجاج، بينما يُعد مستشفى عرفات العام الميداني منشأة متحركة ومخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة بشكل سريع وفعّال، وتتوزع المراكز الصحية في مشعر عرفات بطريقة تضمن التغطية الشاملة لمناطق تواجد الحجاج، إذ تقدم هذه المراكز خدمات أولية وعاجلة، وتعمل كنقاط فرز أولي للحالات التي تستدعي الإحالة إلى المستشفيات.
ويأتي إعلان الجاهزية في وقت تكثف فيه الجهات الصحية في المملكة جهودها استعدادًا لأحد أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن جولته التفقدية تندرج ضمن خطة تنسيقية موسعة تشمل المشاعر المقدسة كافة، وتشمل التدريب المستمر للعاملين الصحيين، والتأكد من تطبيق إجراءات السلامة، وتفعيل خطط الطوارئ الصحية، بما في ذلك خطط التعامل مع ضربات الشمس، والإجهاد الحراري، والأمراض المعدية.
وأضاف التجمع أن خطته التشغيلية لموسم حج 1446هـ تتضمن كذلك دعم المنشآت الصحية في المشاعر بالكوادر الطبية المتخصصة في طب الطوارئ، وطب الأسرة، والباطنية، إضافة إلى فرق الطوارئ والاستجابة السريعة، إلى جانب تعزيز منظومة الإحالة الطبية داخل المشاعر وبينها وبين المستشفيات المرجعية في مكة المكرمة، وتشهد منظومة الرعاية الصحية هذا العام اعتمادًا أكبر على الأنظمة الذكية والتقنيات الحديثة، حيث تم تزويد المستشفيات والمراكز الصحية في عرفات بأجهزة تشخيصية متقدمة، إلى جانب دعم الخدمات الرقمية كالسجلات الطبية الإلكترونية، وخدمات التتبع الرقمي لحركة المرضى، بما يسهل تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب وبجودة عالية.
كما يجري تنسيق يومي بين فرق العمل الصحية ومركز القيادة والتحكم، لمتابعة المؤشرات الصحية، وتحليل البيانات الطبية، واتخاذ القرارات السريعة في حال ظهور أي مؤشرات خطر صحي جماعي، بما يسهم في حماية صحة وسلامة الحجاج، ويأتي إعلان الجاهزية في مشعر عرفات امتدادًا للجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، ممثلةً بوزارة الصحة، لتوفير منظومة صحية متكاملة للحجاج في مختلف مراحل الحج، بدءًا من قدومهم إلى المملكة، ومرورًا بإقامتهم وتنقلاتهم بين المشاعر، وانتهاءً بمغادرتهم بسلامة وصحة.
وتحرص القيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على تسخير كافة الإمكانات لتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، بما يجسد اهتمام المملكة التاريخي بخدمة الحجاج، وتشهد منظومة الصحة السعودية كل عام تطورًا ملحوظًا في تجهيزاتها وتخطيطها، حيث تعتمد على التقييمات المستمرة وتحليل الأداء، وتطبيق معايير عالمية في الوقاية والتعامل مع الحالات الوبائية والطوارئ.
