في خطوة أحدثت موجة من الجدل داخل الوسط الرياضي، أعلنت لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم عن سلسلة من العقوبات الصارمة طالت أندية الهلال والأهلي ومسؤولاً في نادي الشباب، وسط تفاعل جماهيري كبير وردود فعل متباينة بين مؤيد ومستنكر لتلك القرارات التي بدت حاسمة قبل المراحل النهائية من الموسم الكروي.
بدأت العقوبات بتوجيه ضربة مالية لنادي الهلال، الذي تلقى غرامة قدرها 50 ألف ريال سعودي، وذلك بعد مخالفته الضوابط التنظيمية الخاصة بمباريات كرة القدم، وذكرت لجنة الانضباط أن الهلال لم يلتزم بتخصيص 30% من مقاعد الجمهور بسعر 30 ريالاً لجماهير نادي النصر، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للتعليمات التشغيلية المعتمدة في مثل هذه المباريات الجماهيرية، خاصة في اللقاءات التي تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة مثل ديربي الرياض بين الهلال والنصر.
لم يكن النادي الأهلي بعيداً عن طائلة العقوبات، حيث فرضت عليه اللجنة نفس الغرامة المالية البالغة 50 ألف ريال سعودي، بعد مخالفته للضوابط التنفيذية خلال مباراة ديربي جدة أمام نادي الاتحاد، وبحسب البيان الرسمي، فإن الأهلي لم يلتزم بالتصميم المعتمد لتيفو المباراة، مما اعتبرته اللجنة إخلالاً بالتنسيق المسبق والتنظيم المطلوب في مثل هذه المواجهات الكبرى، وهو ما يعكس نوعاً من التراخي التنظيمي الذي تحرص اللجنة على الحد منه في الدوري السعودي.
أما العقوبة الأشد فقد طالت نادي الشباب، ولكن هذه المرة لم تكن الغرامة وحدها كافية، حيث تم إيقاف فارس العلياني، مسؤول التوثيق بالنادي، عن ممارسة أي نشاط رياضي لمدة عام كامل، إلى جانب تغريمه مبلغاً ضخماً قدره 300 ألف ريال سعودي، وجاءت هذه العقوبة عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها العلياني عبر وسائل الإعلام، وجّه فيها اتهامات مباشرة وإساءات للاتحاد السعودي لكرة القدم والعاملين فيه، وهو ما اعتبرته اللجنة خرقاً كبيراً للمعايير الأخلاقية والقوانين المعمول بها في الرياضة السعودية.
البيان أوضح أن العلياني تجاوز حدوده المهنية بتلك التصريحات التي وصفت بأنها تثير الرأي العام وتؤجج التوتر داخل الوسط الرياضي، في وقت تحرص فيه الجهات المسؤولة على تهدئة الأجواء وتعزيز بيئة تنافسية نظيفة قائمة على الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف.
ردود الفعل على القرارات لم تتأخر، حيث أبدى عدد من جماهير الأندية استغرابهم من توقيت العقوبات، فيما اعتبر آخرون أنها تعكس جدية لجنة الانضباط في فرض النظام على الجميع دون استثناء، بهدف الحفاظ على نزاهة المنافسات ومستوى الانضباط العام في الدوري السعودي، الذي بات محط أنظار الملايين حول العالم.
ومع اقتراب نهاية الموسم، تبدو هذه العقوبات بمثابة رسالة واضحة من الجهات الرياضية بأن أي تجاوز لن يمر مرور الكرام، وأن الانضباط لم يعد خياراً بل ضرورة لا تقبل النقاش في طريق تطوير كرة القدم السعودية.