في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم حج عام 1446هـ، أكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بمكتبها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، كافة التجهيزات اللازمة لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين عبر المطار، بما يضمن تقديم تجربة روحانية مميزة منذ لحظة الوصول، ويعكس حرص المملكة على توفير أفضل سبل الراحة والدعم لضيوفها.
وتأتي هذه الاستعدادات ضمن منظومة متكاملة من الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية لتسهيل إجراءات الحجاج، حيث قامت الوزارة بتجهيز "كونترات" مخصصة وموزعة بشكل استراتيجي في مداخل ومخارج صالة الحجاج، إلى جانب عدد من المواقع الحيوية داخل المطار، وتعد هذه الكونترات نقطة انطلاق للخدمات التوعوية والإرشادية التي تقدمها الوزارة للحجاج بمختلف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية.
ومن أبرز ما يُقدَّم في هذه المواقع، توزيع "هدية خادم الحرمين الشريفين" من المصحف الشريف، والتي تشمل نسخًا متعددة الأحجام والترجمات، بما يراعي التنوع اللغوي والثقافي لضيوف الرحمن، كما تشمل المواد الموزعة مطبوعات علمية وتوعوية صادرة عن الوزارة، صُممت لتبسيط مفاهيم المناسك والإجابة عن الأسئلة الأكثر شيوعًا بين الحجاج، وتُقدم بعدة لغات لضمان وصول الرسالة لجميع الحجاج بسهولة ويسر.
ولم تتوقف التحضيرات عند ذلك الحد، بل قامت الوزارة كذلك بتجهيز كبائن توعوية متخصصة داخل المطار، موزعة في أماكن مختارة بعناية لتسهيل الوصول إليها، هذه الكبائن تقدم خدمات الإرشاد الفقهي المباشر، وتستقبل استفسارات الحجاج حول مناسك الحج، ويتم تشغيلها تحت إشراف نخبة من الدعاة الرسميين المؤهلين علميًا وشرعيًا، والذين يمتلكون القدرة على التواصل الفعال مع الحجاج بمختلف لغاتهم وخلفياتهم.
ويعكس هذا الاستعداد المبكر حرص وزارة الشؤون الإسلامية على أداء رسالتها في تعزيز وعي الحجاج بدينهم، وتمكينهم من أداء المناسك بطريقة صحيحة وآمنة، وهو ما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة التي لا تألو جهدًا في تسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما يعينهم على أداء الفريضة بأجواء من السكينة والخشوع.
ويُعد مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة من أهم النقاط الحيوية لاستقبال الحجاج من مختلف أنحاء العالم، حيث يشكل البوابة الأولى التي يعبر منها ضيوف الرحمن إلى الأراضي المقدسة، ولذلك فإن توفير خدمات إرشادية وتوعوية متكاملة في هذا الموقع يعكس فهماً عميقاً لحاجة الحجاج إلى المعلومات والتوجيه منذ اللحظة الأولى، مما يسهم في تقليل نسبة الأخطاء والارتباك أثناء تأدية الشعائر.
وتُثمن الأوساط الإسلامية والدولية مثل هذه المبادرات، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية نموذجًا في تقديم الخدمات النوعية لحجاج بيت الله الحرام، انطلاقًا من شرف المسؤولية التي تحملها تجاه ضيوف الرحمن، وسعيها المستمر لتطوير كل ما يتعلق بالحج من خدمات لوجستية وإرشادية وتوعوية.
كما أن هذا النوع من المبادرات يعزز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة ودورها في خدمة الحجاج، ويوضح كيف أن التجهيزات لا تقتصر على الجوانب المادية والتنظيمية، بل تشمل أيضًا الاهتمام بالجوانب الروحية والتوعوية، مما يُسهم في توفير تجربة حج متكاملة.
وتمثل مشاركة الدعاة الرسميين في هذه المبادرة عنصرًا أساسيًا في نجاحها، حيث تم اختيارهم بعناية من بين الكفاءات العلمية المؤهلة والقادرة على تقديم الإرشاد بطرق مبسطة، تجمع بين العمق الشرعي والسهولة في التقديم، وهو ما يُعزز فعالية الرسائل الإرشادية ويجعلها أكثر تأثيرًا في وعي الحجاج.
وفي ظل هذه الجهود، تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد دورها في خدمة ضيوف الرحمن على مدار العام، وتتجلى هذه الجهود بشكل خاص خلال موسم الحج، الذي يمثل ذروة العمل والتفاني في تقديم كل ما يليق بمكانة هذه الشعيرة المباركة.